أدب وفن

إمرأة لا تنتظر احدا/ بقلم الشاعر عماد نصر ذكرى

إمرأة لا تنتظر احدا

منذ هبطت على المدينة

صفت السماء

ازدهرت الاشجار

و فاضت القلوب بالسكينة

لم يعرف احد من اين أتت

لكنها

جاءت

جاءت تمسح الدموع

و تطعم الجموع

تشفى المرضى بلمسة

و تحيى الموتى  بقبلة

جاءت تسير على الماء

محتضنة الأطفال

توقف العاصفة بكلمة

جاءت بأزهار الحب

ناثرة بذور الود و الألفة

جاءت لتبقى دوما

او هذا ما تمنوه بلهفة

إلا انها يوما لم تظهر لأحد

بعد ان كانت تتجلى فى كل أروقة المدينة

فى ذات اللحظة

بحثوا عنها

و بحثوا

و لهثوا

بلا جدوى

و فى ليلة مظلمة

تلألأ ضياء فى السماء

كانت هى

أعادت الصبح

بوجهها الصبوح

ملوحة بيديها

انتشوا و تهللوا

قد عادت أمنا

لكنها كانت مودعة

لا عائدة

قذفت قبلات

و اردفت

أنا عائدة الى اللات

و أوصيكم ببعضكم خيرا

احبوا بعضكم بعضا

و علت

و علت

حتى اختفت

رحلت المرأة بلا عودة

رحلت المرأة التى عشقها الجميع

فتركوا كل شىء

و اتبعوها بالروح و الجسد

رحت المرأة التى صنعت خيرا و عدلا

و لم تنتظر ان يتبعها أحد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى