أدب وفن
حديث بين أم وابنتها في حضن الأرض/ بقلم الشاعر محمد علّوش

حديث بين أم وابنتها في حضن الأرض
عند تخوم المساء، حيث يذوب النهار في حضن الأفق، وقفت شجرتان في صمتٍ مهيب… كأنهما أم وابنتها، تتبادلان حديثًا لا يُسمع، لكنه يُحسّ.
الأم بثوبها الكثيف وأغصانها العريضة، كأنها تحمي ما حولها بظلّها، تحفظ الأرض تحتها كما تحفظ الأم صدرها لطفلها. أما الثانية، ففتية، غضّة، تستند على نظرة أمها.
وبلغة الجذور لا الشفاه قالت الأم:
“تعلّمي من الأرض الصمت حين يكثر الضجيج، والثبات حين تعصف الريح، والكرم حين يشحّ المطر… فهنا، بين هذه الحجارة والصخور، يكبر الحبّ الأبدي الحقيقي.”
همست الابنة، بصوت نبت في عمق التربة:
“أعدكِ أن أظلّ هنا، لا ترحل جذوري، سأكبر باتجاه السماء، لكني لن أنسى من أين بدأت.”
ثابتون كالأشجار ،فهذه الأرض نحبها