أدب وفنمقالات واقوال مترجمة

اليوم الذي تعرّف فيه البابا فرنسيس الى خورخي لويس بورخيس

كيف تعرف خورخي برغوغليو (البابا فرنسيس) الى خورخي بورخيس

خورخي ماريو برغوغليو و قبل ان يصبح البابا فرنسيس تعرف الى بورخيس صاحب” الألف “و “الخيالات ” عام 1965 في مدرسة “الحمل بلا دنس ” في مقاطعة سانتا فيه Santa fe في الأرجنتين حيث كان يعمل مدرسا يسوعيا لمادة الأدب و قد دعا بورخيس كي يعطي دورة لطلابه بحسب BBC و تم استقبال بورخيس في صالون الزوار في تلك المدرسة و التقطت لهما صورة توثق تلك اللحظة و كان يتوسطهم مدرس آخر في المدرسة في ذاك الوقت خورخي كونزاليس مانينت و قد ظهر في الصورة و قال انا خورخي رقم 3 في هذه الصورة عام 1965 حيث كان البابا فرنسيس آنذاك معلما يسوعيا للأدب و كان خورخي لويس بورخيس و قد كان قد حقق مجدا أدبيا و كتب بعض اعماله الخالدة على سبيل المثال لا الحصر : حديقة الرغبات التي تفرعت …

من اليمين الى اليسار خورخي بورخيس ،خورخي كونزاليس ، خورخي برغوغليو (البابا فرنسيس)

يحكى أن خورخي كونزاليس مانينت صرخ بدهشة عندما رأى الصورة و قال: انه لم يكن آنذاك البابا فرنسيس!! بل كان مدرس لمادة الأدب!! و بدا عليه انه نسي بعض التفاصيل عن مناسبة الصورة و لم يدرك كم اصبحت ذات قيمة خيالية بعد مضي 50 عام ، الجدير بالذكر ان خورخي الثالث، كما يحلو له ان يسمي نفسه ،احتفظ بالصورة دون ان يدرك ما سيكون عليه معناها بعد نصف قرن …و قد وثقها مدير المدرسة الذي كان يجمع الصور في الكتاب السنوي للمدرسة

سنة 2017 الصحفي خورخي ميلا و هو كان احد التلامذة الذين تلقوا دروسا في الدورة التي علم فيها بورخيس و قد نشر كتابا تحت عنوان ” الزمن الجميل ” كتب البابا فرنسيس المقدمة فيه ، في هذا الكتاب تم سرد بعض الذكريات و محطات مميزة من العلاقة الجميلة التي جمعت بورخيس مع برغوغليو(البابا فرنسيس )

و برغوغليو الذي كان آنذاك الكاردينال ، طلب من طلابه ان يكتبوا قصصا و قد كان معجبا بقدرتهم السردية الجميلة و اختار البعض منهم كي يطلع عليهم خورخي بورخيس الذي اصابته الدهشة و اعجب جدا بتلك القصص بل أكثر من ذلك حيث قرر ان يكتب لها المقدمة و قد جمعت تلك القصص في كتاب حمل عنوان :” cuentos originales ” القصص الأصلية

هذه المقدمة ليست فقط لهذه القصص بل لكل واحدة منها و لكل السلسلة غير المحددة التي حتما سوف تبصر النور في المستقبل من نتاج جماعة الناشئة
خورخي لويس بورخيس

خورخي لويس بورخيس الذي لم ينل قط جائزة نوبل قال انه سيكون ممكنا ان يصبح احد هؤلاء المشتركين يوما ما مشهورا و سوف يلاحقونه لكي يحصلوا على توقيعه ” و فعلا صدقت نبوءة بورخيس …
من الجدير ذكره
ان البابا فرنسيس حين سئل عن طلابه في تلك المدرسة الآنفة الذكر في احد الحوارات
قال ” أحبهم كثيرا ، و لست غير مبال ، يمر الوقت و لا انساهم أبدا …

ماذا قال بورخيس عن برغوغليو الذي اصبح البابا فرنسيس

البابا فرنسيس
معه ..و هو اليسوعي ، الكيميائي ، المهندس …نتعلم و نفهم بشكل افضل ، هو يدرس الأدب و قد ادخل نصوصي في حصصه و هذا ما وجدته شيئا مبالغا به ، فطلبت منه ان لا يستعين بها …و حاولت ان اثنيه عن الامر قائلا انها لا قيمة لها و هي مجرد سلسلة من المسودات ….لكنه لم يهتم لكلامي …و الآن لنترك جانبا هذا الأمر …أردت ان أقول ان برغوغليو هو انسان ذكي و منطقي و تستطيع ان تتكلم معه في أي موضوع و مادة : الفلسفة ، اللاهوت ، السياسة …لكن هنالك شيء أقلقني …الا و هو ان برغوغليو يمتلك شكوكا كثيرة مثلي، و لاعرف ان كان جيدا ان يمتلك رجل دين تلك الشكوك …و أمي أيضا أرعبها هذا الأمر ، لكن اخذنا في عين الاعتبار انه اليسوعي و هؤلاء الناس تاريخيا يتقنون التجاوز و يمتلكون حس الفكاهة… و يتعاملون مع المفاهيم في كثير من الحالات بشكل مختلف عن جماعة الكنيسة …قالها بورخيس و هو يتكىء على عصاه و يبتسم تلك الإبتسامة الساحرة التي تصيب بالعدوى…
الإثنان عظيمان و مختلفان
بورخيس و البابا فرنسيس…و عندما يكون الشك هو محور الواقع المفترض…!!!

طرفة رواها خورخي كونزاليس مانينت

يحكى ان خورخي برغوغليو و خورخي كونزاليس ذهبا الى الفندق حيث يقيم خورخي لويس بورخيس فصعد برغوغليو (البابا فرنسيس) و تأخر كثيرا …و عندما عادا معا كان كونزاليس قلقا و سأل خلسة هل من خطب ؟و لماذا هذا التأخير ؟ فما كان من برغوغليو (البابا فرنسيس ) ان أجاب خلسة : لقد طلب مني هذا العجوز ان احلق له ذقنه !!!

المصدر / unotv.com

ترجمة / سمية تكجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى