أدب وفن

طفولة سؤال/ بقلم الشاعرة تمارا شلهوب

طفولة سؤال

قال:
لِماذا أُحبُّكِ رَغمَ اعتِرافي
‏بأنَّ هَوانا مُحالٌ مُحالْ؟

قلتُ:
أما زلت يا طفلي تسألُ؟
لماذا كلّ كانون سماؤنا تمطرُ؟
ولم خلف كلّ جواب سؤال
من ظلّ شمسه يظهرُ؟
أما زلت يا طفلي تسألُ؟
لماذا لا نطال النّجم
مهما جعلنا السّلّم يكبرُ؟
ولماذا يا عمري كلّما ابتعدنا
في عيننا الكون يصغرُ؟
أما زلت يا طفلي تسألُ؟
كيف تحمل المياهُ السّفنَ؟
وما هو لون الروحِ؟
وما هو طعم النورِ؟
وكيف يطول ليل الهمّ
ولمَ ليل العشق يقصُرُ؟
أما زلت يا طفلي تسألُ؟
من الذي اخترع النار؟
وما أوّل نبتة في الدّنيا؟
وكيف تعلّق النجمُ فوقُ
بخيط لا يُرى فلا يقعُ؟
اما زلت يا طفلي تسألُ
ماذا يوجد خلف البحرِ؟
وإن كان الأفق جدارا
به موجُ العمرِ يرتطمُ
أما زلت يا طفلي تسألُ؟
كيف هو وجه اللهِ؟
ومن يوقف نزف الدّمِ؟
ومن يرتق الجرحَ ويلحمُ؟
أما زلت يا طفلي تسألُ؟
وكلّ ذرّة فيك تعقلُ
ما عقلك عنه يغفلُ
أنني فيك أناك
والدّافع الوحيد والمدفعُ
وفي عشقك لي علّةٌ
وفي صوتي ماء العطش
ومن ضحكي يجفّ المدمعُ
أما زلت يا طفلي تسألُ
لا تتعب قلبك يا صغيري
فعندي لكلّ سؤال جوابٌ
وعندي حقيقة ما تجهلُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى