منتديات

شديفات وسبيتي ضيفا السجل الثقافي وحبر أبيض

شديفات وسبيتي ضيفا السجل الثقافي وحبر أبيض

صيدا 28 /6/2025

كانت أمسية أقرب إلى المهرجان بحضورها وضيوفها ومحتواها وكلماتها وإبداعها، حُملت على جناحيّ منتدين جميلين وحقيقيين؛ منتدى السّجل الثقافي ومنتدى حبر أبيض. أمسية تم تنظيمها في حاضنة الأعمال Flow في صيدا، وشارك فيها الشاعر الضيف القادم من الأردن حسام شديفات، والشاعرة اللبنانية لوركا سبيتي، وقدّمها الشاعر مردوك الشامي، وحضرتها نخبة من الشعراء والكتاب والإعلاميين وجمهور الشعر، كما حضرها النائب في البرلمان اللبناني سعادة الياس جرادي..

الشاعر طه العبد

وألقى الشاعر طه العبد في البداية، كلمة السجل الثقافي قال فيها: (بالثقافة ترتقي الأمم وبالشعر تعبر عن انسانيتها، بالكلمة النافذة الناقدة وبالأماني التي تنطوي عليها آهات المتعطشين لفضاء استثنائي يمتلئ عذوبة وثورة وجمالاً وغضباً في آن واحد، فضاء يبتكر الانسان فيه رؤيته لغد يتوق اليه ويرتمي بين يديه، ولعلنا في سجلنا الثقافي نخوض مع أصدقائنا وشركائنا في الكلمات الصادقات غمار تجارب الانسان قبل ان يطويها النسيان، فتعرش القصائد دوالي وارفة في سماء شهقات الموجوعين، تضمد جراح قلوبهم وتبني لهم بيوتا من أمل…)

وقال أيضا: (لعله التعاون الأول بين السجل الثقافي وحبر ابيض ولكنه في رؤيتنا لن يكون الأخير، فقد اعتاد السجل الثقافي منذ نشأته الأولى ان يقيم الامسيات وينظم النشاطات الثقافية مع شركاء عديدين، لهم حضورهم واسمهم ومكانتهم في خريطة الثقافة في لبنان بل وربما في العالم العربي أجمع.

فأهلا وسهلا بكم وبشركائنا في الهم والنص والنصر، وبمحبي الشعر الشغوفين بتجارب متنوعة، نستمع فيها اليوم لشاعر قادم من خلف ضفة الأردن، وشاعرة تسافر عبر الأثير بصوتها وصورتها وبرامجها المتألقة.

لن أطيل بل سـأنهي كلامي بالقول: إن الغد الذي نرنو إليه هو الغد الذي رفعناه شعارا للسجل منذ يومه الأول حيث قلنا وما زلنا نقول: مع اشراقة كل شمس السجل الثقافي ثقافة من اجل الغد..).

الشاعر مردوك الشامي

واستمرت الأمسية فوصف مقدّمها الشاعر مردوك الشامي الضيفين، فقال عن حسام شديفات، بأنه (شاعرٌ مجددٌ فعلاً في كلاسيكية الشعر، يقارب حداثيي الكلاسيكيين العرب المحدثين فكراً ولغة وصورة مجنحة، يبتكرُ لغته من قاموس الغرابة الشفيفةِ فتأتي القصيدةُ أميرةً على الرمل والغمام والماء.. وينسـلُ الشعريةَ من حريرِ الدهشةِ وقرنفلِ الحديقةِ لتأتي صورته جديدة موشّحة بالتراتيل.. وحين يعتلي منبرَ البوحِ يترك لقلبه أن يقولَ ولروحه أن تحلّقَ في أعالي الســكوت الصارخ..لن أفلسف ما قرأت له من شعر، فلا أحد قادر على فلسفة الأريج، ولا كلمات من قواميس المالوف تلامسُ اللا مألوف..)

الشاعرة لوركا سبيتي

بينما قال عن الشاعرة لوركا سبيتي: ( لوركا سبيتي بكلّهـا حالة شعرية استثنائية، في الشكل والمضمون والمقدرة على الاقتلاع والتحليق والإقلاع بنا إلى مستويات شعورية رفيعة وعالية… قصيدتها بلا جِلد ، بلا قفازات ولا أقنعة لهذا تري ما وراء لوركا، تري أعماقها ونبضها وجرأتها الكثيرة الحكمة البعيدة عن التعقيد والرمز والغموض…هي شاعرةٌ في النص، شاعرة في الكتابة للطفل، شاعرة في عملها الإعلامي، شاعرة في البيت والشارع وبين الناس كما هي شاعرة في الكتاب وعلى المنبر. وهي شاعرة وإعلامية موقف ، في مقدماتها الصباحية على شاشة الجديد غالبا ماتقول ما لا يتجرأ على قوله الآخرون، قدماها راسختان في بيروت ورأسها عالٍ عالٍ في فضاءات هذا الجنوب البطلِ المقاوم..).

الشاعر حسام شديفات -الأردن

وجاء في معرض تقديمة للأمسية، متحدّثاً عن الشعر: (الشعرُ ليس الشكلَ ولا الكلامَ ولا اللغة حتى ، هو الكائن الوحيد الذي يمكن قياسه بمكيال الضوء والضوع ، بمكيالِ النبض والارتعاش، لهذا ليس مهما فيه أن يأتي خليلياً أو تفعيلة أو حراً أو منثوراً شرط أن يكون كاتبهُ مخزونَ نبضٍ وأحاسيس وإدهاش ، أن يكونَ قادراً بشعريةِ ما يقول على اقتلاعنا من ترابية الأرض، إلى ضوئية السماء السبعين.

لهذا أرجع لتأكيد ماقلته في السابق الشعر أكبر من اللغة وأنه يمكن للشعر أن يكون الكمنجةَ ، والحقلَ وأن يكون المطرقة..

يمكن له أن يكون العصفور والفراشة ، وأيضا أن يكون القفصَ وقلبَ القناص الذي من حجر.

ويمكن له أن يكون أنتَ وأنتِ ، لكن أن يكون نحن ، أن يكون كلّـنا فهذا يحتاج فعلا إلى شاعر يتقن العزف على كمنجة الوجع والفرح ، ويتقن الطرْقَ على الزنازين والرؤوس الفارغة التي تملأ كلّ الكراسي والتيجان الخلبية ، ويمتلك جناحي العصفور ومفتاح شرنقة الفراشة وعلبة ألوان الريح التي تنام على رفرفات نبضها القصيرة المدى ، وأيضا يجيد تدوير القفص ليجعله المنصة المفتوحة على الشمس والرؤيا ، ولا يبخل على قلب القناص بزقزقة الإزميل كي ينفض عنه التبلد والكراهية ليعيده إلى الرحم ويدفعه للولادة من جديد.

يمكن للشعر أن يكون كلَّ ذلك ، أن يكون الخالق وليس المخلوق ، زيتَ القنديل وليس نوره وحسب ، حبات السنبلة وليس شهقتها أمام المنجل ، قهقهة الينبوع يكركر بأنامله الغضة صلابة الصخرة ، فتهرب إلى رقصة النهر ، ومزمار الساقية…).
وكان السيد مازن البزري صاحب حاضنة الأعمال Flow قد ألقى كلمة عن مشاريع المؤسسة الجديدة

وشارك الشاعر وليد الخطيب بقراءة قصيدة أهداها للنائب الياس جرادي …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى