كلمة د. وجيه فانوس في العيد السنوي لتأسيس “جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية “
صدر عن الدكتور وجيه فانوس، رئيس “المركز الثَّقافي الإسلامي”،
لمناسبة الاحتفال بالعيد السَّنوي لتأسيس “جمعيَّة المقاصد الخيريَّة الاسلاميَّة في بيروت”، البيان التَّالي:
إنَّنا في “المركز الثقافي الإسلامي”،
“رئيساً” و”مجلس أمناء” و”هيئة إداريَّة” و”أعضاء جمعيَّة عامَّة” و”موظفين”، إذ نحتفل مع “جمعيَّة المقاصد الخيريَّة الإسلاميَّة في بيروت”، بالعيد الثَّالث والأربعين بعد المئة الأولى، لتأسيس الجمعيَّة واستمرارها، فإنَّنا نَمُدُّ أيدينا وقلوبنا إلى “الجمعيَّة”، برئيسها، الدكتور “فيصل سنُّو”، وأعضاء مجلس أمنائها، وسائر أبنائها والقَيِّمين على شؤونها، ومعهم أهلنا في بيروت وسائر المناطق اللبنانيَّه، مهنَّئين بالمناسبة ومباركين استمرار “الجمعيَّة” وجوداً فاعلاً في ساحات الوطن المختلفة.
ونحن لا نرى، في أن نحتفل اليوم، مع “جمعيَّة المقاصد الخيريَّة الإسلاميَّة في بيروت”، بعيد تأسيسها الثَّالث والأربعين بعد المئة الأولى؛، سِوى الإصرار الكبير والأكيد على استمرار “المقاصد” حصناً إسلاميَّاً وطنيَّاً ثابتاً في لبنان.
ما كانت “المقاصد”، في وجودنا، إلا منطلقاً للفكر المتمسِّك بأصالة رسالة الإسلام؛ والطَّامح، أبداً، إلى أن تكون في ريادتها التَّامة للزَّمان والمكان. وما “المقاصد” سوى قلعة صمود وطني، يجمع بين اللبنانيين ويشدُّ من عضدهم، في سبيل وحدة بلدهم وحريَّته واستقلاله.
نستذكر، في هذه الظُّروف البائسة والخطيرة المرعبة، التي يعيشها اللُّبنانيون اليوم، “المقاصد”:
بمدارسها، التي طالما ازدهرت في بيروت والقرى؛
وبدور معلِّميها، التي طالما رفدت الحياة التَّربويَّة بخرِّيجيها الميامين؛
وبتلاميذها الذين شرَّفوا بوجودهم وإخلاصهم المناصب القياديَّة التي تسنَّموها في ساحات الوطن المختلفة؛
ولا ننسى مستشفاها، الذي ما برح قبلة طالبي الشِّفاء من أمراض الجسد وأوجاعه؛
وكذلك مطابعها، التي طالما أغنت مكتبات العلم وساحات المعرفة بمنشوراتها؛
ولا يمكن أبداً أن نُغْفِلَ ذِكْرَ إذاعتها، التي صدحت صوتاً للوطن، يوم كان الوطن يعاني ويلات الاقتتال الدَّامي والعبثي الذي عصف بناسه.
تحيَّة المحبة والإخلاص إلى “المقاصد” وأهلها وناسها ولبنان بأسره، في عيد تأسيسها هذا؛ ولسان حالنا يقول، مع نشيدها العظيم:
عهدنا بالمقاصد
في ظلال المعاهد
طاب ناديك منزلا
ومباديك منهلا
دمت للحق والعلا
خير قائد.