صوت الضوء / بقلم الشاعرة كردستان يوسف

صوت الضوء..
كردستان يوسف
حين فتحت النافذة
لم يدخل الضوء
بل خرجت أنا
كشعاع تائه
يبحث عن اسمه
في فراغ الصباح
تدلت من حافة الندى
رائحة وقت قديم
وسمعت الضوء يتنهد
صوته يشبه وشوشة ذاكرة
بعيدة
تعرف طريق الحنين
قلت لنفسي
هل ما زال الضوء
يحفظ تلك الأغنية
التي تركناها على حافة الغروب؟
أم أن النجوم
تعبت من أسمائنا
وحملت أحزاناً لا تشبهنا؟
في انعكاس الشمس
رأيت وجهاً لم أعرفه
ربما كان وجهي
حين كنت أكثر ضوءاً
وحين كنت حلماً
دخلت فراشات ملونة
إلى غرفتي
حملت على أجنحتها
بقايا أحلام لم تكتمل
وبعض وعد نساه الزمن
على مائدة المساء
مرت طيور بيضاء كالسراب
تسقط من مناقيرها
حبوب قمح
تنبت منها سنابل حنين
تهزها أنفاس الفجر
تبحث عن معنى آخر للضوء
ورأيت ظلك
يتكئ على العتبة
كغريب ينتظر قطاراً من الغيم
تقول ملامحه الحب جرح جميل
يعلم الجرح كيف يبتسم
يعلم الضوء
كيف يسمع صمته
فتحت النافذة مرة أخرى
لعل نسمة تمر ذات حنين
تغسل وجوهنا من غبار الأمس
وتعيد إلى الغرفة
صوت الضوء الذي كان
1 تشرين الأول 2025




