العلوم وراء “فرانكشتاين “النظريات العلمية التي الهمت ماري شيلي لكتابة ” فرانكشتاين”/ ترجمة سمية تكجي

العلوم وراء “فرانكشتاين “
هذه هي النظريات العلمية التي الهمت ماري شيلي لكتابة ” فرانكشتاين”
فرانكشتاين ليس تحفة كلاسيكية في ادب الخيال العلمي فحسب بل هو خلاصة وافية لكل النظريات العلمية و التطور العلمي الذي حصل في زمن ذاك العمل …
فرانكشتاين هي رواية الخيال العلني التي نشرت عام ١٨١٨ …هي قصة فيكتور فرنكشتاين المهووس بالأسئلة عن غموض الحياة مما دفعه لصناعة مخلوق باسلوب اصطناعي جمعه من عظام الجثث …و كما هو معروف تم اقتباس هذه الرواية في عدة اعمال كبيرة في السينما كما في التلفزيون
من هي ماري شيلي؟
هي ابنة الفيلسوفة ماري وولستونكرافت و السياسي وليام غودوين ، ولدت شيلي عام 1797 في لندن و طبعت طفولتها بتأثير الأفكار المستنيرة و التقدمية لعائلتها … عام 1816 تزوجت بالشاعر بيسشي شيلي
كذلك كتبت شيلي روايات أخرى : الرجل الأخير 1826 وهي رواية تقارب فكرة الوجود ما بعد نهاية العالم و كذلك لها رواية أخرى تاريخية هي : Valperga 1823 و لكن بالتأكيد فإن رواية فرانكشتاين هي التي عززت إرثها الأدبي و جعلتها الرائدة في أدب الخيال العلمي.
حصل ذلك في ذاك الصيف الاسطوري التي جمعت ماري شيلي مع باقة من الأدباء العمالقة ،اللورد بايرون ،جون بوليدوري ، و زوجها الشاعر بيسشي شيلي في ديوداتي ، حين اقترح بايرون على المجموعة هذا التحدي الذي يقضي بان يكتب كل واحد منهم رواية رعب يحاول ان تكون الاقوى ..
استلهمت شيلي شخصية فرانكشتاين من خلال كوابيس راودتها و مجموعة مشاهدات حول الإنجازات العلمية في ذاك العصر… و منها الكهرباء و امكانية انعاش الأنسجة الميتة عبر الكهرباء ، و فكرة اعطاء حياة لجسد ميت كانت الفكرة الرئيسية التي حفزت شيلي على كتابة تلك الرواية العظيمة التي كانت و ما زالت اصداؤها تتردد في كل العالم .
تجارب الكهرباء
الإنجاز الرائد للويغي غالفاني …
احد المراجع العلمية لرواية فرانكشتاين كانت تجارب العالم لويغي غالفاني …حين اطلق نظرية الكهرباء الحيوانية في القرن الثامن عشر اجرى تجربته على ضفدعة ميتة و اثبت ان اقدامها تتشنج حين يصعقها بموجات كهربائية
من هنا كانت فرضية انعاش المادة الميتة عبر الكهرباء. …في لندن ،جيوفاني آلديني اجرى نفس التجارب على جثث آدميين لإحداث تشنجات في اجساد بلا حياة… هذه التجارب اثرت كثيرا على مخيلة شيلي خلال وصفها للطريقة التي يستخدمها فكتور فرانكشتاين لبث الحياة في المخلوق الذي صنعه…
هامفري دافي و الكهرباء الكيميائية
كذلك تغذت مخيلة شيلي من تجارب همفري دافي الذي اجرى تجارب و أبحاث علمية حول الكهرباء الكميائية و امكانية تحلل المواد بواسطة الكهرباء ، و دافي دافع عن نظرياته و ووصف الكهرباء بأنعا مادة اساسية للحياة و هذا الأمر ايضا كان حافزا مهما لشيلي
طب و وسائل انعاش
التشريح و علم وظائف الأعضاء
في اواخر القرن الثامن عشر و أوائل التاسع عشر حقق العلماء انجازات متقدمة في حقل التشريح و علم وظائف الاعضاء ، تمت تجارب علمية في نقل الدم و الإنعاش عبر التدليك العضلي للقلب و التتفس الإصطناعي
الكهرباء و عملية إحياء الموتى
الجراح الأسكتلندي اندرو اوريه اجرى تجارب على الموتى محاولا إحيائهم عبر الصعق الكهربائي مما عزز فكرة ان الموت يمكنه ان يكون عملية قابلة للعكس ، و كل هذه التجارب الهمت شيلي في تصورها عن الإنعاش الإصطناعي .
كذلك لعبت نظرية داروين عن النشوء و الإرتقاء و عن تجاربه عن المادة العضوية دورا مهما في نشاة الرواية و تقاطعت مع الخلفية العلمية التي اتكأت عليها شيلي في الرواية
إرث رواية فرانكشتاين
رواية ماري شيلي تركت بصمة في عالم الثقافة و العلوم ، فرانكشتاين تعتبر االرواية الأساسية في الخيال العلمي بل أكثر من ذلك فرواية فرانكشتاين حركت موجة من النقاشات الواسعة و الجدل حول اخلاقيات البيولوجيا ،الذكاء الاصطناعي، التلاعب الجيني ، الرواية ما تزال مرجعا في النقاش حول حدود المعرفة و المسؤولية الأخلاقية للعلماء .
الرواية تعكس الرغبة في معرفة المجهول ،لكنها ايضا تنذر من مغبة الاخطار التي تترتب من الطموح غير المحسوب ….
تطرح الأسئلة حول حدود العلم ، اخلاق التجارب ، و النتائج التي تترتب حين يتم تجاوز حدود المعرفة.




