أدب وفن
“المحطة لي” / نص إبداعي/ بقلم الشاعرة نورة عبيد

المحطة لي.
ما انتظرت المحطّة لأصل
المحطّة لا تصل
واقفة لا تعتذر عن الذين تأخّروا
المحطّة عبثا تنتظر الغائبين إذ تأخّروا
بالمحطّة ازدحم المنتظرون بمواقيت الوصول
وبها ما انطلقوا إذا انطلقوا
هناك بالمحطّة رايته عن بعد يسلّم
ويقول كلاما مسيّجا بالحب وبعينيه
وبنظراته المرسلة عن بعد.
عن بعد قبّل عينيّ ويديّ
وارتعاشة قلبي
وخفق عيوني
وسطوة شفاهي
وهمس جفوني
عن بعد
رأيته يقبّلني ويحضن تعبي
ويسلّم على العذاب والعتاب
ويلوم المحطّة على الانتظار والغياب
وهناك عن بعد
كان أنيقا كلحظات سعادة عابرة
والسعادة لا تكون إلا عابرة
يذكّرني بالشوق
ويقول غزلا
في الحياة
ويداه تواصلان الارتباك
وشفتاه تعيدان نسج الكلمات
وصوته عن بعد صاف كالحقيقة
لا تقبل التأويل
كوصايا الحكيم
لا تقبل التشكيك
من هناك
رأيت المحطّة
تضحك عن قرب
وتذكّر الواففين على عتبات الانتطار
أن الحياة لا تنتظر.
*شاعرة و روائية تونسية
ّ