أدب وفن

بقلم الشاعر نبيل أدهم المحمد قراءة في المجموعة القصصية ” كما لم تحب أنثى!” للشاعرة و القاصّة إباء الخطيب

الشاعرة و القاصة إباء الخطيب

(كما لم تحب أنثى)
إباء الخطيب

جاءت مجموعة ” كما لم تحب أنثى ” للكاتبة إباء الخطيب عبارة عن اثني عشرة قصّة، وهي من القصص الّتي ترصد الواقع الاجتماعي و تتناول حيثيّاته بما فيه من جموحٍ وعجز.

امتازت قصص الكاتبة بأنساقٍ لغويّة واضحة ومعانٍ بعينها، وقد أظهرت الأحداثَ بوضوحٍ لايشوبه ايّ غموض، واستطاعت أن أن تشدّ القارئ للولوج مع الشخصيّات المتباينة في جميع القصص والّتي كانت قريبةً من النفس ” المرأة، الطفلة، الطفل، العجوز ” حتّى استطاعَت أن تقنعه أنّها قصصٌ حقيقيّة جدّاً بشخوصها وبنائها الّذي جاءَ مبنيّاً على السرد بشكل كبير، والّذي جاءَ بشكلٍ هادئ دونَ تعقيد، كما في قصص ” سقوط مر، بلا هوية، ورقة نور ” وهي نصوص تقدّم الملامح الواقعيّة الحقيقية لمجتمعٍ ما، وتتساوى هنا كفّة العقل والعاطفة وتدعو القارئ للتساؤل ومطاردة الشخوص للوصول إلى نقطةٍ رسمتها الكاتبة وقد ركّزت على خفايا النفس المفعمة بالملامح العاطفيّة من حزن وفرح وأمل وسوء ظن…

وتحدّثت الكاتبة في قصصها عن الأزمات النفسيّة التي يعيشها الإنسان، وعن حالة التشظّي المقترب من الفصام وقد أظهرته على شكلّ حوارٍ داخليٍّ بينَ الشخصيّة وذاتها بصوت مرتفع وأحيانا بلا شفاه كما كانَ في ” أتمنّى أن أقتل نفسي، ورودها، هلوسة ” وفيها وصلت الكاتبة إلى العقدة الّتي يرتكز عليها العمل الأدبي، وهي إشكالية تأخذ حيّزاً كبيراً في الذات البشريّة والتكوينة الاجتماعيّة.

ونجحت الكاتبة باستخدام تقنيّة الحوار فكانت لغته عذبة قريبة إلى الواقع المعاش وهذا ما عمّق دلالة النص وصنع منه وجهاً آخر يتوارى خلفَ الحوار…

وكانت العناوين تشبه روحَ القصص الّتي تحملها ولكنّها لم تكن بذات الانسجام مع النهايات الّتي كانت في غالب الأحيان نهايات مفتوحة، وبعضها منح الدهشة المرجوّةَ من النهاية المثاليّة، ولكن عنوان المجموعة ” كما لم تحب أنثى ” أتى وقد تنصّل من القصّة الّتي تحمل ذات العنوان، واستطاع أن يمنح المجموعةَ سمةً أوسع وبعداً آخر، ربّما الكلمة الأخيرةُ من العنوان كفيلة لتحفيز القارئ على المضيّ خلف الألف المطلقة آخر (أنثى) .

جاءت الشخوص في القصص متعدّدةً ولم تحمل الشخصيّة الأساسيّة ماتستحقّه من وصفٍ وتسليطٍ للضوء على جزئيّاتها وكلّ تحرّكاتها النفسيّة والخارجيّة، وقد استعاضت الكاتبة بالسرد عن الوصف…

ولكن مجموعة ” كما لم تحب أنثى ” تحملُ في طيّاتها الكثير من الجمال الأدبي وقد طرقت ابواب الواقع بكلِّ تناقضاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى