قصيدتُكَ هي!! قراءة في قصيدة الشاعر أنور الخطيب
قصيدتُكَ هي!! قراءة في قصيدة الشاعر أنور الخطيب
لا تكتب الشعر كل يومٍ
ولكنْ،
إذا مررتَ بعد منتصف الليل بامرأة الليل
لا تَحُم حولها
لا تَسَلْها عن ضياع ظلِّها
واكتب لها، قصيدةً بريئةً في عُريها
امتدح ضحِكاً في حزنها
واعتذر لها وقلْ إنك ضِلعُها.
الشاعر أنور الخطيب
في البدء هي ملهمةُ الشعر، يوم تقرّر عدمَ كتابته، توقّفْ، عدْ عن قراركَ، واكتبْ لها، قصيدةً.
حُمْ حولها في قصيدتكَ، أنشِدْ ظلّها…
امرأةُ الليل في عريها، اكتبْ لها براءتَها، طهرَها، جمالها، تُصلِّ!
امرأةُ الليل في منتصف الليل، أخفِ حزنَها بشعركَ، اكتبْ ضحِكًا، إزرعْ في حزنها ابتسامةً، فإن كشف لكَ الليلُ صدقَ حالها حزينةً، إصنع الفرق يا شاعرُ، غيّرْ صورَتها إن لم تبدّل الحال، ضع فيها الأمل، واعتذرْ لها عن تدخّلكَ، قلْ إنَكَ ضلعها…!!!
أنور الخطيب، في نصّكَ هنا، قصيدةٌ، هي امرأةُ الليل، رتّبتَ لقاءكَ بها في ما يسترُ الليلُ، عاذرًا فيكَ كلّ شهوةٍ، لهي صلبُكَ إليها تصبو… وما الضيمُ طالما بالشعر تعتدي وترسمُ لها بالكلماتِ لوحةً تضيء ألوانها عتماتِ عريها والحزنَ فلا يعتريها…
لا يمكنكَ يا شاعرُ أن تمرّ بالمرأةِ الكاشف عريُها السترَ والحزنُ نفسَها البريئة، دون تفتّق شعركَ في ملهمته…
هي ومؤشّراتُها، عناصرُ قصيدتكَ، أطلقْها، تنَلْ سيّدةَ إبداعكَ جماليا الكون امتلاءً…
في منتصف ليلكَ، محطّةٌ، بدايةَ زمنٍ جديد، تمتّعْ، هي هنا، لأجلكَ… كنْ لأجلها ما حلا لها، في ظلّكَ تعكسُ كلّ الجمال… في كلمتكَ كلَّ الشعر!!!
الدكتور عماد يونس فغالي