و أنني أرضك…بقلم الكاتبة نسرين حمود
“وأنني ارضك”
هل أخبَرَتْك الأيام المتزاحمة على المرور أن الانوثة العاصفة في عينيّ تحتاج رجلا كأنت، لا تهز الضوء فيه عواصف الارض والبحار. وأنها تحتاج كتفا كتلك الكتف التي حولها الجهد صلبة تعلو فوق الرؤوس العابرة وتبقى امام الله تنحني انحناءة الركوع في الصلاة.
وهل أخبَرَتْكَ انها تحتاج عيونا كعينيك التي يحار فيها الغارق، وفي بريقها المتفلت في اتجاهاتي جميعا، اهو انعكاس الحزن ام الفرح ام الحبٌّ، ذاك الذي يشبه اجتياح النور للارض عند انبعاث الصباح ..
ما زالوا يسألونني عنك كلما تراقصت على كتفي الالوان و قفز الفرح من صناديق وجهي، وكلما ذاب الحبر على صدر اوراقي. ويسألونني عنك كلما ابتعدتُ واقفلت ابوابي، ووضعت بين جدران العزل حروفي.. وما زلت لا أجيد الاجابات التي تطفئ حرائق الفضول المشتعلة في فلذات افكارهم، فأترك على شرفة جفنيّ دمعة تنتظر أصابعك قبل السقوط من أعالي الشوق، ويبقى على اطراف شفاهي ظل ابتسامة خبأتها لك!
وهل أخبرَتْكَ الليالي المسرعة نحو الأفول ان حبري لا يليق الا بذاكرة تُعيدُ صوغ حكاياتها بقلبك الذي يكتب الحب حقيقةً لا تخذل قافلتي إن تراءى العشق في صحارى الكون..
لن يخبرك في الآيات غيري انك من بحث عنه دوما نبض قلبي ان اصابه رذاذ الحب يوما.. وانك وطني النهائي وأنني أرضُ ميلادك مذ كُنتَ في اصلاب الكون فكرة!