عولمة الكورونا و تداعياتها…
عولمة الكورونا وتداعياتها
الأديب بسام موسى
تشتد المعارك الطاحنة بين فلسفة الكورونا القائمة على التوجه الماكيافلي بالقضاء على الإنسان مهما قويت دفاعاته وبين الفلسفة الإنسانية المتمثلة بالمحافظة على الجنس البشري كديمومةٍ للحياة على وجه البسيطة. وإزاء هذا الخطر الداهم، تفككت العلاقات بين دول الإتحادات التي شُكِّلت خدمةً لإستراتيجيات إقتصادية _سياسية( الإتحاد الأوروبي…) حيث تُركت بعض الدول تواجه الخطر الفيروسي وحيدة دون مساعدة أو حتى مشورة تتعلق بالأمن الصحي المجتمعي مما يطرح مسألة إعادة التموضع السياسي والإقتصادي وفق المصالح الجديدة.فأقوى دولة بأكبر إقتصاد في العالم تخلت عن أصدقائها(ايطاليا، اسبانيا…) وانشغلت بمكافحةسرعة انتشار الوباء في مدنها ودون جدوى وظهر رئيسها كممثل كوميدي لا أكثر، مما دفع دولاً ذات اتجاهات سياسية مختلفة إلى مد يد العون لها كالصين وروسيا…فهل تفرض مصالح الدول، لتأمين أمنها المجتمعي بكافة اتجاهاته، ألعودة إلى رسم تحالفات جديدة؟!. وحده المستقبل الآتي يجيب عن ذلك. وفي هذا الخضم، وتحت لافتة الكورونا بدات أميركا تفكر جدياً بالإنسحاب من بعض قواعدها المنتشرة في البلدان المضطربة سياسياً كالعراق وغيره. فأين موقع الدول العربية في خارطة المتغيرات بعد الكورونا؟ وهل ستعيد بعض الأنظمة تحالفاتها الإستراتيجية على مبدأ ” الصديق وقت الضيق” ام ستبقى ثروات العرب لغيرهم؟! فالثابت ان الكثير من المكونات والإتجاهات الإقتصاديةو الفكرية والثقافية والسياسية وحتى الدينية ستتغير أولوياتها وإستراتيجياتها إزاء الكارثة الكونية التي لا يعرف إلا الله متى ستنتهي. أمّا وقد نجح لبنان رغم كل ظروفه الصعبة في تفكيك الألغام الكورونية المنتشرة في بعض مناطقه عبر الدمج بين حالة التعبة العامة وإعلان حالة الطوارئ والإلتزام الواعي بالتدابير المتخذة من الحكومة ووزارة الصحة رغم القول أن الفيروس لم يبلغ حالة الإنتشار القصوى وما زال في مراحله الأولى إلى الآن، وأننا قد نتعرض لهجمات فيروسية متلاحقة، لا قدّر ألله، كما حصل في إيطاليا مما يفقد الكادرات الطبية المعالجة القدرة على المواجهة، فهل ننجو من الكارثة ويخرج العالم أكثر قدرة في مواجهة التحديات القادمة؟!…