مقالات واقوال مترجمة

من الأدب الإنكليزي للطفل / القاصة أينايد بليْتون أدوارد / ترجمة نزار حنا الديراني

من الأدب الإنكليزي للطفل
القاصة : أينايد بليْتون أدوارد
ترجمة : نزار حنا الديراني

  • تعتبر الكاتبة أينايد من أشهر كتَّاب قصص الأطفال ، فكتبها التي تتجاوز 600 كتاب ومئات القصص القصيرة ، بيعت بأكثر من 500 مليون نسخة ، وترجمت الى الكثير من اللغات تفوق ما ترجم لأي كاتب لقصص الأطفال .
  • ولدت في لندن عام 1897
  • كان لها المام ومعرفة بالأشجار والأزهار والطيور والحيوانات
  • قصصها قرأها ملايين الأطفال وأحبوها
  • من كتابها (قصص الحيوانات) أخترنا:

حكاية السمكة الذهبية

في يوم من الأيام , وقبل آلاف السنين , كان يعيش في الصين تاجر مولع جدا بالسمك, كان له اربع برك كبيرة, وفي كل بركة يسبح فيها نوع خاص من السمك يختلف عن الآخر, بعضها صغيرة واخرى كبيرة , منها ذات لون فاتح والبعض الآخر مرقطة ببقع فضية . كان التاجر يحب أسماكه وكان يطعمهم كل يوم .
كان يحب الأسماك ذات اللون الفاتح أكثر . البعض منها كانت لها خطوط زرقاء أسفل جانبيها , والبعض الآخر كانت تبدو وكأنها قد مسكت القوس قزح في ذيلها . التاجر كان متكئاً على برك الماء يتأمل بأسماكه وكان يشتاق أن يربي سمكا ذات لون ذهبي فاتح من أنفها الى ذيلها .
كان هناك عدد وفير من الأسماك الفضية , قال مع نفسه . وهناك عدد من الأسماك ذات اللون الفاتح , والبقية مرقطة باللون الفضي البراق . ولكن لا احد في العالم أجمع يملك سمكة ذهبية . كم كان يتمنى أن يكون له ! كيف كان الجميع يتعجبون ! حيث لا توجد سمكة أجمل من السمكة الذهبية , كانت ستعطي السرور لكل الأشخاص ولا يهم أين يعيش .
لذا بذل قصارى جهده كي يربي سمكة ذهبية . ولكن تبين له ان ذلك غير ممكن . البعض من الأسماك لها بقع بلون أصفر فاتح . والبعض الاخر لها خطوط برتقالية اللون إلا أنه لم يجد سمكة ذهبية اللون من رأسها حتى ذيلها .
التاجر لازم الفراش بعض الوقت . لقد خسر التاجر صفقة كبيرة من نقوده , فاصبح فقيرا وملابسه رثة . لقد أغلق بيته وعاش في زاوية صغيرة منه , بدون خدم ينتظرونه . ولكنه لم ينس إطعام أسماكه . بدا وكأنه عجوز , وكذلك تخلى عن فكرة ميله ليكون له سمكة ذهبية . تبين له يمكن أن يكون سعيدا حتى لو كان فقيرا , عندما يأتون أحفاده الصغار لزيارته ويتسلقون على ركبه ويستمعون لقصصه ، فلا يتمنى لشئ أفضل من ذلك .
في ليلة ما زار مسافر غريب البيت القديم للتاجر. الجرس الكبير في الجهة الخارجية للباب تحرك ذهابا وايابا ما لم يفعله لسنين , تفاجأ التاجر حين سمعه . من الذي جاء الى البيت الان ؟ فليس له صديق غني , فالجميع نبذوه .
ذهب من خلال الممر الطويل باتجاه الباب متمتعا . في الخارج يقف رجل مغطى بجانبه حصان .
هل وونك فو , التاجر الكبير , يعيش هنا ؟ صاح الزائر بأعلى صوته .
تشرف يا سيد انه وونك فيو الذي تراه أمامك , قال التاجر , راكعا , أنا لم أعد الطويل العظيم ، أنا أفقر رجل , وبيتي خالي . أدخل , أدع كي أجد لك مأوى لتأكل , وقد لا تكون كمية كبيرة .
الزائر خطى نحو الداخل , التاجر أخذه الى حوض من الرخام ، المكان الذي يغسل فيه , ثم خرج من هناك ليرى الحصان . وأوقفه في اسطبل فارغ , أعطاه أكل ليأكل ثم ذهب ليحضر وجبة أكل لزائر غير متوقع .
في الصدر القديم للبيت كان له قليلا من المخازن البعيدة . وهذه انتزعت منه . حال تجهيزه لوجبة الأكل ذهب لينادي ضيفه . وجده قد مال نحو البرك ليرى الأسماك على ضوء القمر.
أراك مولعاً بأسماكك , قال له الضيف , وهو يهز رأسه . انهم يأتون للسباحة على يدي فهي ودودة .
نعم قال التاجر وكذلك أصبح حلمي في الحياة أن أجلب سمكة ذهبية من رأسها حتى ذيلها ولكن لم أستطيع تحقيق ذلك ، تشرف بالدخول أيها السيد فعشاؤك جاهز .
لنجلس كي نأكل , وفي الأخير قال الضيف الى التاجر القديم من هو ولماذا جاء الى هنا.
قال : أنا هو سنك فو , ابن أقدم امرأة كانت تغسل لديك .
ولكنك أغنى الرجال , انك رجل فاضل وحكيم قال التاجر القديم بدهشة .
وهو كذلك , قالها الضيف , والدتي وضعتني في خدمة لاي تو أشهر ساحر , وكذلك وجدت محاباة في مشهده , وكذلك جعل مني كولده . والان لقد توفي لاي تو وورثت عنه ثروته وبعض من علومه .
التاجر أستيقظ وانحنى على الارض حتى لمس جبينه سطح الأرض . انه في رهبة عظيمة من السحرة , وكذلك فهو يرتجف لانه يعتقد في بيته الرث يوجد سحرة .
انهض , قال الضيف . لا تركع الي . والدتي لا تطلب منك ان تفعل ذلك .
والدتك المشرفة عليك لا تزال حية وجيدة ؟ سأله التاجر , بعد أن جلس من جديد , ولكن ما يزال يرتجف بمفاجأته وإثارته .
إنها جيدة وسعيدة , قالها الساحر بسخرية . هي التي طلبت مني أن أأتي لأراك . هل تتذكرها ايها المضيف المشرف ؟
نعم , قالها التاجر مرة واحدة . انها سمينة ومرحة . كانت أحسن من تغسل الكتان من أي شخص آخر.
وهل تتذكر متى شعرت بالمرض ولم تستطع العمل على مدى خمسة أسابيع ؟ سأله الضيف
شعر التاجر بالانزعاج هل كان يعامل التي كانت تغسل له برأفة ؟ انه لا يتذكر . انه لأمر مخيف لو كانت قد أرسلت ابنها ليعاقبه على قسوته معها للسنوات الماضية .
لا أتذكرها وهي مريضة , قالها أخيرا .
والدتي تتذكرها قال الساحر . أنت التقطتها وحملتها الى السرير . وأرسلت لها طبيبا ليجعلها جيدة مرة أخرى . ومن ثم دفعت لها أجور كل الأسابيع التي لم تستطع العمل . إنها لا تنسى أبداً . والان لها ولد وهو ثري وقوي انها قالت لي أن أذهب الى كل اللذين قدموا لها معروفا لأكافئهم . لذا جئت اليك .
التاجر القديم أصبح مندهشا .
وهل كذلك زرت كل الذين كانوا يعالجون والدتك وهي مريضة ؟ سأله .
هل دفعت لهم بموجب استحقاقهم ؟
كلا , البعض منهم والدتي لم تغسل لهم قالها الساحر المضحك . انها نسيت أعداءها , ولكنه لم تنسَ من أحسن اليها . والآن , صديقي الموقر , أنت فقير وقبيح . جلبت لك الثراء والوقار , وسنجعلك سعيدا .
ثم أنا على خطأ , قال التاجر بهدوء .
لا الثروات ولا الوقار يجلبون السعادة . أنا الآن سعيد بدونهم . أنا لا أريد الذهب ولا أريد الخدم , والطعام الدسم , والملابس المطرزة . أنا عجوز وتعبان . ولكنني سعيد أتركني كما انا .
نظر الساحر الى الرجل بدهشة .
لم يحدث أبدا وأن قابل شخصا رفض الطلب المقدم له . إنه يقول لا أريد المزيد , وكذلك زايد على التاجر ليلته السعيدة, اضطجع على الحصيرة لينام .
في منتصف الليل ذهب الى حصانه وأخذ كيسا من حقيبته . في ذلك الكيس كان هناك قضيب عظيم من الذهب , تلك التي جلبها الى الرجل العجوز وكأنه رئيس . والآن لا يمكنه رفضها , ولكن الساحر اعتقد أنه لشئ رائع سيفعله معه .
أخذها الى إحدى بركه ( أحواظه) , وحيث كانت سمكة خضراء رمادية جميلة تسبح . فواحدة تلو الآخر انزلقت القضبان الذهبية في الماء , نفخ الساحر كلماته كما يشاء . كل قضيب ذاب الى سحابة باللون الذهبي البرتقالي , وكذلك تمسكت , الأسماك التي انجذبت بواسطة الضباب الغريب في الماء وكذلك سبحت في المياه الضحلة لترى ماذا كانت .
وعندما جاء الصباح كل سمكة أشرقت بلوها الذهبي البرتقالي من رأسها الى ذيلها التاجر العجوز رآهم حين كان يفتش عن الضيف الذي تركه بعد منتصف الليل , الرجل الغريب اختفى . كان واقفا عند البركة , اندهش وفرح , وأخيرا تحقق حلمه ! جلب له السمكة الذهبية – الذهب يشع من الأنف حتى الذيل .
وحين تراءى بريق سمكة ذهبية رشيقة تذكر طيبة قلب التاجر وتلك العجوزة التي كانت تغسل له .

كونوا طيبين مع أنفسكم . انت لا تعرف ابدا اي سحر سيبدأ معك .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى