أدب وفن

“أَنْوَر سَلْمان” مِنْ أعلامِ “المدرسة الشَّاميَّة” في الشِّعر العربي المُعاصِر (1938-2016)


الدكتور وجيه فانوس
(رئيس المركز الثَّقافي الإسلامي)

“أنور سلمان”، هو الشَّاعر اللبناني الذي تبوَّأ مكانة مرموقة وسمعة مشرقة بين مبدعي الشعر العربي المعاصر في لبنان؛ بل ثمَّة من الدَّارسين من يعتبر أنَّ “أنور سلمان” هو أحد أعلام ما يسمَّى بـ”المدرسة الشَّاميَّة” في مجالات غنائيَّة الشعر العربي المعاصر.

أنور سلمان


وُلِد “أنور سلمان” سنة 1938، في “الرَّمليَّة”، إحدى بلدات قضاء “عاليه” من محافظة جبل لبنان؛ رحل “انور سلمان”، عن عالم ناس هذه الدُّنيا، فجراً باسماً لحيويَّة الوجود، صبحة يوم مالخميس، الواقع فيه 21 نيسان، سنة 2016، إثر حادثِ سيرٍ مُفْجِع فاجأه إبَّان تجواله بالقرب من منزله في مدينة بيروت؛ وغصَّت القلوب حسراتٍ عليه؛ يوم الجمعة الواقع فيه 22 نيسان 2016، حين صُلِيَ على جثمانه في مسقط رأسه الرملية، ووري الثَّرى في جمالاتِ ترابها وعبق رياحينها.
انتقل “أنور سلمان”، في مطلعِ صباه، إلى العيشِ في رحاب مدرسةِ “الجامعة الوطنيَّة” العريقة، التي أسَّسها وسهر على إدارتها، في مدينة “عاليه”، جوهرة جبل لبنان، الأديب الكبير الأستاذ مارون عبُّود. تخرَّج “أنور سلمان” من مدرسة مارون عبود التَّعليميَّة والشعريَّة، في آن، سنة 1956، حاملاً مع شهادته المدرسيَّة “جائزة مارون عبُّود للشِّعر”.

أنور سلمان، يتسلَّم جائزة مارون عبُّود للشعرسنة 1956 بحضور الأديب الأستاذ مارون و رعايته

وكان لـ”أنور سلمان”، أن ينصرف، بدايةً، إلى مهنة التَّدريس؛ فبدأ حياته المهنيَّة، في ميدان التَّربيَّة والتَّعليم، في مدرسة “الجامعة الوطنيَّة” في عاليه؛ إذ ما أن تخرَّج فيها، حتَّى عاد إلى رحابها مُعلماً؛ وأصدر، إبَّان عمله فيها، مجموعته الشِّعريَّة الأولى “إليها”، سنة 1959. وتنقَل، “أنور سلمان”، من ثمَّ، بين مدارسَ، يزاول رسالة التَّعليم؛ إلى أن انتقلَ من التعليم إلى العمل في مؤسَّسة إنتاج فنِّي إذاعي. ويبدو أنَّ “أنور سلمان”، وجد في مجالات العمل الإذاعي، فضاءً تُحلِّق فسه شاعريَّته؛ وكان أن صنَّفته إدارة “الإذاعة اللبنانيَّةِ”، يومذاك، وفاقاً لمعايير تعاملها مع الشُّعراء، شاعراً من الدرجة الأولى.
انطلق “أنور سلمان”، في عالم الشِّعر منذ مطلع شبابه؛ فانضمَّ، بدايةً، إلى «حلقة الثُّريا» الشِّعريَّة، في لبنان. وفي هذا المجال، يقول الشاعر والمحامي والسياسي الأستاذ إدمون رزق، أحد مؤسِّسي “حلقة الثُّريَّا”، “أول الخمسينات، كانت “الثريا”، مع ميشال نعمه وجورج غانم وشوقي ابي شقرا ونور سلمان وريمون عازار وجورج شامي وجوزف ابو جوده وجان جبور، ثم أطلّ “أنور سلمان”، هلَّ واكتمل”. وعمل، “أنور سلمان”، في الوقت عينه، في قطاعي التَّدريس والصحافة؛ كما شغل موقع”مستشار ثقافي”، لدى “وزارة الثَّقافة والتَّعليم العالي” في الحكومة اللبنانيَّة.

من مؤسسي حلقة” الثريا” في خمسينات القرن العشرين من اليمين : شوقي أبو شقرا ،ميشال نعمة،إدمون رزق ،جورج غانم


انتسب “أنور سلمان” إلى “إتِّحاد الكُتَّاب اللبنانيين” بدءاً من سنة 1971؛ وانتخب، من ثمَّ، عضواً في الهيئة الإداريَّة للإتِّحاد لثلاث دورات (1997) و(2001) و(2005). وفضلاً عن هذا، فـ”أنور سلمان” كان عضواً في الهيئة التَّأسيسية لـ”مَجلس المؤلّفين والملحّنين في لبنان”، كما عُيِّن عضواً في “لجنة تقييم النُّصوص الشِّعريَّة الغنائية” في “إذاعة لبنان” الرسمية.


أغنى “أنور سلمان” مكتبة الشِّعر العربي بأعمال كثيرة؛ نشر قسم منها، وما برح قسم آخر ينتظر فرصة لنشره. من منشورات شعره عدَّة مجموعات، لعل من أبرزها “إليها” و”سميته الملك الآتي” و”بطاقات ملونة لزمن بلا أعياد”و”أبحث في عينيك عن وطن” و”حبك ليس طريقي إلى السماء” و”القصيدة امرأة مستحيلة”. ويقول الكاتب والسياسي الأستاذ غازي العريضي، في هذا المجال، “بين “أنور سلمان” والكلمة علاقة روحية عاطفية راقية. أحبها وأحبته. أكرمها وعشقته فاستسلمت له!! تغزّل بها وتفنّن في حبها وأتقن إدارة علاقته بها. غزل منها أجمل وأرقى وأغلى الأبيات والقصائد فحاك أروع وأبدع وأرفع أثواب الشعر وهو يحاكي المرأة والمقاومة والشهداء والوجدان ويقرأ الحياة أمامنا”.
إنماز شعر “أنور سلمان” بجماليَّة سلسة، وغنائيَّة عذبة؛ الأمر الذي حدا بعديد من أساطين التَّلحين المعاصرين، في لبنان وسائر أرجاء الوطن العربي، مثل الأساتذة توفيق الباشا وإحسان المنذر ووليد غلمية ومحمد سلطان وجمال سلامة وشاكر الموجي ووجدي شيا ورياض البندك ومحمد محسن وسهيل عرفه ونبيه الخطيب وسواهم، إلى تلحين قصائده، فشدت بنصوصه حناجر مجموعة كبرى من سيدات الغناء العربي وأسياده، منهم فريد الأطرش وماجدة الرومي وباسكال صقر وسمية بعلبكي وجوزف عازار وجوزف ناصيف وفايزة احمد ووائل كفوري ومايز البياع ونازك ونور الهدى وزكية حمدان وسامية كنعان ودلال الشمالي وفدوى عبيد وسواهم.

الأستاذ نشأت أنور سلمان و الدكتور وجيه فانوس أمام تمثال أنور سلمان في بلدته “الرمليَّة ”


شارك “أنور سلمان” في عديد من المهرجانات الشِّعريَّة في لبنان وفي دول عربية أخرى؛ ونالت نصوصه للأغنيَّة، كما سائر أعماله الشِّعريَّة، عدداً كبيراً من الجوائز والدُّروع التَّكريميَّة والتقديرات الثقافيَّة. ولعل من أبرز الجوائز التي استحقها “أنور سلمان”، في هذا المجال،”جائزة مارون عبود للشعر” ، سنة 1956، وجائزة “الميكروفون الذهبي”، لأجمل أغنية عربية في “مهرجان قرطاج الدولي” لسنة 1994، كما كان له أن ينال، في مهرجان قرطاج هذا، جائزة “أفضل نص شعري”؛ ونال، كذلك، “الجائزة الأولى” في “مهرجان القاهرة الدولي للأغنية العربية” في صيف سنة 1997؛ ودرع “مهرجان الرواد العرب” لشعر الأغنية العربية، الذي انعقد في القاهرة برعاية جامعة الدول العربية سنة 1999.
كُتِبَ، في شخصه وفي شِعره، كثير من الدَّرس والتَّحليل؛ ومن هذا القبيل، ما ورد في الكتاب الذي صدر عن “إتِّحاد الكُتَّاب اللُّبنانيين”، سنة 2016، بعنوان “تحيَّة إلى أنور سلمان”؛ ما ذكره الأديب ميشال كعدي، عن نوعيَّة العطاء الشِّعري لأنور سلمان، إذ قال “عَرَفَ كيفَ يطوفُ بينَ الحُبِّ والوطنِ. ملأَ جَعبَتَهُ بطيبِ الحبِّ، ثُمَّ طيَّبَها مِن طَفْحِ الدَّواةِ، وَشَقْعِ الجَمالِ، ورقاعِ الهوى، والنَّجاوى العَسجَديَّاتِ، وحجارِ الوطنِ، ومداقِّ العطرِ. شغلَتْهُ الأَزاميلُ، فأعَدَّ ذاتَهُ للمعتزمِ الأشرفِ، ثُمَّ كانَ للمَهَمَّةِ ولا جدال، وحتَّى لا تبقى القصيدةُ مستحيلةً، أو امرأةً مستحيلة، راحَ يقطنُ عالمًا مسحورًا يقومُ على أربعةِ أعمدةٍ، لا يبيعُها بكنوزِ الأرضِ كُلِّها، وهل يُفرِّطُ بيواقيتِ دفترِ الوردِ، أو بالمرايا أو بالشِّفاهِ الظامئة، أو بأوراقِهِ التي لوَّنَها بأقواسِ السُّحُبِ أو بلبنانَ الذي أوصى به الدُّنيا ولا سيَّما العرب؟”.
قال الباحثُ الجامِعيُّ الدكتور محمَّد شيَّا، في موضوعات شعر سلمان، “ملأ الوطن صفحات دواوين “أنور سلمان” كلها، إذ نادراً ما يغيب في كل قصائده: هو الحزن والألم بل والغضب حيناً، لكنه الأرض في فرح ألوانها وشجو أغانيها في كل حين”. كما قال الباحث الأكاديمي الدكتور قصي الحسين، في لغته الشِّعريَّة، “هو الشاعر الذي عمل على امتلاك لغة الشّعر الماديّة المباشرة، وهي مدرسة خاطبت أحاسيس المرأة بكل قوة وبكل جرأة، بدل أن تجعلها حبيسة التوريات والغلالات. إنها المدرسة الحسية في الشّعر العربي ورائدها امرؤ القيس وخادمها نزار قباني، وبينهما، يتقدم “أنور سلمان”، لا على عجل ولا على استحياء. فهو شاعر الشعلة التي تنير درب الشّعر ودرب الحب ودرب الحسناوات”.
ذكر الشَّاعر شوقي بزيع، عن بلاغة “أنور سلمان” في الشِّعر، “نلمس بوضوح شغف الشاعر بالبديع والبيان والتشطير الايقاعي والهندسة الحروفية. فهو من هذه الناحية سليل ما يمكن تسميته بالمدرسة اللبنانية التي تميل إلى التأنق والتنميق والبلاغة المحكمة”. وأشار الشاعر محمَّد زينو شومان إلى رؤية “أنور سلمان”، قائلاً “كان شعره ترجمة واقعية لرؤيته الفنية ولوضوح أفكاره وصوره ونهجه الحياتي والشعري، خالياً من التعقيد والغموض؛ باهراً كعين الشمس، ساطعاً كالنهار المتساقط من أعالي القرى والجبال والمتزحلق عن هامات الشجر. فلا غرابة، والحال هذه، أن يخيّل إليك وأنت تقرأ شعره وكأنك تتلمّس بأطراف أصابعك تضاريس أسلوبه الجمالي، الذي لرقّته ورشاقته يكاد يفلت منك كلما حاولت الإمساك به”. وذكر الباحث الأكاديمي الدكتور جورج كلاَّس، في مجال الرُّؤية الشعريَّة لسلمان أنَّ ، “القصیدة مع “أنور سلمان” تزاوج بین الرؤيا والرؤية، فاذا الحب معه شعور واستشعار، واذا الجمال عملیة تذوق وتبشیر برسالة الجمال، واذا المواطنة لديه تذكر وتأمل وارتقاب وخوف على الذكريات من غد أسود يمحو معالمها”.
أشار الرِّوائي حسن زبيب، إلى نوعيَّة حضور سلمان في السَّاحة الشِّعريَّة، قائلاً “إن “أنور سلمان”، ربما يكون من الشعراء الذين لم يغرهم النشر، فحافظ على قناعته ضد الانسياق خلق “محرقة” النشر من اجل التأكيد على الحضور الدائم في الساحة الثقافية حتى ولو لم تحمل هذه المجموعة أو تلك أي جديد على صعيد التجربة وتطوّرها، إذ أن بعض المقلّين في النشر شكّلوا بتجاربهم أهم الروافد الإبداعية في الشعر العربي”. ودلَّ الباحث جوزف عازار، على جوهر شعر سلمان، قائلاً إنَّ “قصائد “أنور سلمان” تستمرُّ مؤطّرةً بالزمان والمكان حتى في عاطفياته. فالحب هنا ليس تهويمياً ولا هو موضوع ذاته. بل هو مناسباتي وموضوع في اطار من الوعي (أو الواقع) شبيه بالاطار الذي تعامل من خلاله الشاعر مع الوطن. وبهذا يبتعدُ سلمان عن لعبة “الشعر للشعر” أو “القصيدة للقصيدة”، ويقترب بحرارته وموضوعيته وذاتيته من لعبة “الشعر القضية” أو “الشعر الحالة” أو “الشعر الانتماء” من دون أن يخوض أو أن ينغمس في واقعية مسطحة أو ذاتية تغييبية”.
رأى الباحث الدكتور كمال فضل الله، في البُعد الاجتماعيِّ لقصائد “أنور سلمان”، أنها “تعبر عن شرائح متعدّدة من المجتمع عاشوا أو يعيشون الواقع ذاته؛ يحبون ويعشقون ويتألمون مما هو قائم من خطأ ويسعون إلى رسم ما يجب أن يكون بالحوار العقلاني الهادئ أو بالهدم لإعادة البناء على قواعد راسخة من العدالة والعلاقات الإنسانية والتطلّع إلى الأفضل”. وانتبه الشَّاعر والنَّاقد وفيق غريزي، إلى جماليَّات شعر سلمان، فرأى أن “أنور سلمان”، شاعر “يحوك من نزيف الجراح، أكاليل الفرح، ومن عتمة الوجود يلد شمساً من ذهب الامل. وفي عدد من نصوصه يتماهى الوطن بالمرأة، والمرأة بالوطن وهذا التماهي يتجسّد في دمعة منسكبة على بياض الأوراق الخرساء”.
ربط الشاعر غسَّان مطر، بين شعر “أنور سلمان” والحداثة، إذ خاطبه قائلاً إنَّ “الحداثة هي انتماء إلى الذات والى المستقبل من خلال الثقافة الشاملة والمعرفة العميقة للغة العربية واحتمالاتها الفنية الغنية وصياغاتها البسيطة الموحية الممتلئة دلالات وجمالات. بهذا المعنى، فأنت حديث بامتياز. فلغتك البسيطة الطاهرة هي لغة المستقبل وهي اصعب من أن يعتدي عليها الادعياء. لذا تراهم يرجمونها لأنها تكتم عنهم أسرارها”.
ما هذه، جميعها، سوى نماذج من رؤية زمننا المعاصر إلى “أنور سلمان”؛ وهي رؤية أجمع أصحابها على وضوح البصمة الشعريَّة التي تركها أنور في مسيرة الشعر العربي المعاصر، بل في تأكيد قيمة مناحي النضج والمسؤوليَّة الفنيَّة تجاه هذا الشِعر كما تظهر في نتاج “أنور سلمان”. ومن هنا، يأتي هذا الجهد الضَّخم في جمع أعمال الشاعر، وحسن توثيقه وتبويبه، ليشهد لا ل”أنور سلمان” وحده، بل ليكون شهادة راسخة على زمن رائع من أزمنة الشعر العربي، أزمنة عاشها هذا الشعر، وما انفك يعيشها عبر الفاعليَّة الشعريَّة التي تقدمها أشعار “أنور سلمان” وعطاءاته الابداعيَّة.

الشاعر الأستاذ جوزيف حرب


“أنور سلمان”، الشَّاعِر، هو إضافة طيِّبة الجمال وباذخة العطاء إلى الوجود الشعري العربي؛ وهي، كذلك،عطاء ثري لا ينضب، سينعم به الشعر الإنساني قاطبة؛ ولعلَّ في شهادة الكبير الكبير جوزف حرب، وهو من هو في وعيه الإنسانيِّ وجماليته الشعريَّة وإبداعه الفكري، في “أنور سلمان”، ما يكلل تاج التقدير بماسة الحق ساطعة على رأس العطاء الشِّعري لـ”أنور سلمان”، إذ يقول جوزف:
“«نحنُ نقرأ، “أنور سلمان” يُغنّي؛
وفي شعرنا وزن،
وفي شعره مقامْ.

قصائدنا كتابة،
وقصائدهُ تقاسيم!

ونحنُ مع الكلمة الخطَّاط، وهو معها العازف.

في غنائيَّة الشعر العربي،
مدرسة اسمها المدرسة الشاميَّة؛
من أعلامها البحتري، وديك الجنّ، ونزار قباني.

في هذه المدرسة،
“أنور سلمان” صاحب كُرسيّ”.


مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قدم الاستاذ الدكتور محمد وجيه فانوس كعادته شخصية جديدة وهو الذي عودنا ان يثري مكتبتنا وان يبعث هذه الشخصيات بشكل فني جميل وسردي واف ..فكان بحق باعثا ضمن تقديمه الخاص لهولاء الرجال …وقد تناول الدكتور الجليل وجيه فانوس شخصية انو سلمان بعرض مسهب رصد فيه مختلف الجوانب التي مر بها سلمان والمهام التي اوكلت له في الكثير من المؤسسات بما فيها اتحاد الكتاب ومجلس المؤلفين الملحنبن … وكعادة الباحث المتمرس كشف د وجيه فانوس عن رجالات اخرين عاصروا انور سلمان … وكان هذا المقال بمثابة بؤرة الضوء التي نرى منها اسرابا من جيل كامل تخندق في ساحات العلم والأدب والفن والمعرفة فكان هذا التقديم سمفونية أضافت ما يمكن ان يقال عن رجالات في زمن التشظي

زر الذهاب إلى الأعلى