رسائل الى قند -٢٨- …صراخ/ بقلم الكاتب علي لفته سعيد
رسائل الى قند -28-
صراخ
ليس بيدي حيلة لأوقف هذا الصراخ الذي انتابني لحظة رؤيتي لصورتك التي أجبرتني على أن أتخيّلك نهرًا فارع الطول، له عينان تنبعان ضوءًا من حيث لا نحتسب.. ليس بيدي وأنا أراك تطلّين نحو أماكن عالية تاركةً نظراتي تطارد ما يمكن تخيله من تخّيلك، وأنت تجبرين المصور كي يخبّئ ارتعاشة شوقه لعينيك فتصيبني الغيرة، كأن مسًّا من الشعر أصاب راحلتي وجعلتني أتأخر كثيرًا في الكتابة إليك. ما الذي يمكن فعله وأنا المحبوس والمسجون والمحجور والمسكون كما العالم من فايروس كورونا وأنت تنفتحين مثل نافذةٍ على شكل مصلٍ يمدّني بعافية المناعة.
تعالي يا حلوة العينين.. دعيني أغازل الخال الذي على جهة اليسار من جبهتك وأزيح أصبعك المرشوش بالفضة والياقوت وهو يترك كل الوجه يتّكئ على أضفر من ذهبٍ تعلو قبّةٌ مخزونةٌ من شعرٍ حنّائي لا تلاعبه الريح فانكسر من ضجيج الصمت.. تعالي لأتعلم من الكحل ما يسوّرني من العشق حتى إذا ما تكوّرت اللحظة وسيّرت جبالها وتحدّرت سفوحها واشتعلت نيرانها وطغت ينابيعها، فلا كلام يعلوا بعدها لأقول لك بأيٍ ذنبٍ تتركين العاشق في المرايا يتجنّى على الحلم، وأنا أراك تشبهين عينًا تختزن الكون فتتخندق حولها الأدعية مثل مراسيم تقيمها الكهنة لإعلان من هو الأحق الكياسة والإقامة على سفوح جيدك اللابد خلف حجابٍ أراد أن يعذّبني كي لا أمد أصابعي الى خصلةٍ وأطوف بها عشر العالم على وجع الأنين من الحلم.. تعالي فذا صراخي لا يجيد الكلام، فقد علّمني الحلم كيف أبقى صامتًا..
علي لفته سعيد/ كاتب و إعلامي عراقي