عن المرأة اللبنانية أتحدث…/أدب/ فاديا عيسى قراجه
الكاتبة فاديا عيسى قراجه
عن المرأة اللبنانيّة أتحدث
وعن الرجال العرب سأتحدث
نعم نغار من المرأة اللبنانيّة .. نعم نعشق طريقة حياتها وعري روحها وتصالحها مع نفسها ومع من حولها وحبها للحياة مهما كانت طائفتها واتجاهها السياسي ..
فهي امرأة كشفت عوراتنا سواء الرجال والنساء وهذا حصل ونحن نتابعها في الشارع بلا تحفظ ولا تزلف ولا مراعاة لعقدنا البغيضة, وأخص العقد الذكورية التي خرجت عيونها من محاجرها وهي تتابع هذه المرأة بسخرية مدعية ..
قرأت آلاف التعليقات التي تختبئ وراء ذكر قميء Nandrolone Decanoate (Deca Durabolin)لا يرى بالمرأة إلا نهدين وساقين وفرج .. وفهمت ما كنت أفهمه وتأكدت ما أكدته في العديد من قصصي أن بعض الرجال أكبر منافقين على هذا الكوكب فلينزعج من ينزعج, رغم أنني حاولت في العديد من قصصي أن أضع الأعذار لهذا الرجل الذي نحبه ونعشقه ونغض الطرف عن خياناته المتكررة ..
رأيت مشهداً غاية في الروعة لشباب وشابات يتبادلون القبلات في الساحات وتحت الشمس والمطر .. رأيت هذه الصور على صفحات الآلاف ..وأعتقد أن أغلب من وضع هذه الصور أثناء سلامه على المرأة لا يمد يده مصافحاً وخصوصا في المجتمعات والحجة كيلا تفسد صلاته ..
إذاً هذا الرجل فضخته ثورة وامرأة وتغنى بمفاتنها بينما تقبع نسوانه في البيت وراء ألف حجاب وهو نفسه الذي يمنع نسوانه بالتفكير ولو بأدنى تصرف تقوم به نساء لبنان الجميلات .. والبعض كما رأيت رصّع صفحته بصور هذه المرأة المنتفضة على كل أنواع القمع لدرجة أنني رأيت مقطع فيديو امرأة تشكو ضيق ذات يدها فهي لا تتمكن من حقن البوتوكس والفيلر, فأي امرأة أنت ِ أبتها اللبنانية التي علمتنا كيف نتحدث وكيف ننتقي الملابس وكيف نمشي ؟؟؟ ..
أين نحن من هذه المرأة التي نصر جسدها الرجل العربي وهو يحجّب زوجته بل يبرقعها ..
أي احترام ممكن أن يحظى به الرجل العربي أمام زوجته وأخته وعشيقته وهو يتغنى بمنجزات رجل آخر وهو الرجل اللبناني الذي جعل للمرأة كل هذا البهاء وهو الذي حمل المرأة على كتفيه وفوق رأسه وهو الذي جعلها ست النساء بلا منازع ..
بينما الرجل العربي شاهد المرأة اللبنانيّة واشتهاها وحقّر زوجته وحجبها وبرقعها .. وقارن وبكل وقاحة بينها وبين تلك الجميلة التي تنتفض .
أما المرأة العربية التي تتابع المرأة اللبنانيّة بغيرة وتشفي لا تفكر أبداً أن تغيّر بتفكير هذا الثور الذي يهيج لأتفه الأسباب ويكسر الأطباق مثل طفل بل على العكس تسعى لإرضائه وتبتكر الأساليب الساذجة كي ترضيه في الفراش وفي قضاء الساعات وهي تعد الطعام لأنها تعلم ان الثور لا يهمه سوى معدته وشبقه..
و هذا يحصل الآن على قدم وساق خصوصاً في ظل هذه الثورة النسائية الجميلة في لبنان ..
ربما نسمع عن تأثير الثورة اللبنانية الايجابية على المرأة العربية ..
ربما ..
لكن لا أمل يلوح في الأفق .. فلا زالت المرأة تخجل من مشاعرها ولا تمتلك ثقافة المبادرة, وتانف من هذه النساء بينما في داخلها حسد وغيرة منهن ..