ليس بالكلام وحده يحيا الإنسان بقلم د. ليلى شمس الدين*
ليس بالكلام وحده يحيا الإنسان
كتبت د. ليلى شمس الدين*
عندما يختلط الحابل بالنابل.. وعندما يختلط الحق بالباطل.. وعندما نسمع تصريحات وتعليقات الوزراء والمسؤولون المعنيون في ملف كورونا نحتاج إلى إعادة التفكير بكل ما تعلمناه ونتعلمه من أساسيات التخطيط والمتابعة وووووو…
عذراً منكم اصحاب المعالي والسيادة..
عذرآ فكلامكم يصح ويصلح مع خبير أو مختص.. وليس لصاحب مسؤولية في مؤسسات الدولة واداراتها واجهزتها..
عذرا وعذراً وعذراً.. لكن ولانكم تصرّون على رفدنا كل يوم بإرشاداتكم – على أهميتها طبعاً – اسمحوا لي أن ادلكم عل بداية الطريق للدوّامة التي نعيش..
المشكلة يا أصحاب المعالي والسيادة تكمن في ان أجهزة الدولة بغالبيتها تتعامل مع هذا الأمر من منطلق التوجيه الكلامي..
لن تتمكنوا من ضبط الأمور الا بتطبيق إجراءات عملية على الأرض وفق آليات واضحة ومحددة..
الكلام والارشادات عبر وسائل الإعلام لن تصل بنا إلى الغاية المنشودة..
الاختصاصي والخبير يعمل على التوعية عن طريق وسائل الإعلام اما المسؤول المعني في الدولة يفترض ان يكون له دور اساسي يتمحور حول وضع الخطط وآليات تنفيذها ومتابعة ومراقبة وتقيبم وتقويم ومحاسبة وضبط وووووو.. وما عدا ذلك يبقى في مصاف التصفيق الإعلامي اما واقعا فالأمر مختلف تماما..
عذرا أصحاب المعالي والسيادة… لا يكفي برأيي ان تبلغنا الأجهزة الرسمية بعداد الاعداد وبأسفها وتحذيراتها ..
هلا تعلموننا بخططكم وإجراءاتكم الفعلية على الأرض؟؟؟؟ ولكن وعذراً منكم دوماً.. ليس بالكلام عبر وسائل الإعلام وإنما بالصور والمعطيات الفعلية على الأرض.. ونحن نواكب بعضا منها..
اسمحوا لي هنا أن اطرح عليكم سؤالا، فالاسئلة لا شك مشروعة.. سؤالي عن الشخص الذي أتى من الخارج وخالط اكثر من 150 شخصا في منطقته على ذمة الراوي..
اسألكم هنا.. كيف سُمح له ان يترك الحجر الالزامي وهو الوافد من خارج الوطن.. والامثلة في هذا المعرض اكثر من أن تعد وتحصى.. وجميع من يطالعوننا بتوجيهاتهم في وسائل الإعلام يعرفونها جيدا وبالتأكيد يدركون الخلل الحاصل في ضبط الأمور..
لن ازيد..
المشكلة بل المعضلة برأيي تبدأ من هنا.. من ترك الأمور على عواهنها وبعدها لن ينفع لا تصريحات ولا ينبغيات..
*باحثة في الأنثروبولوجيا والإعلام