أدب وفن

قصيدة …و قراءة بين السطور …

قصيدة الشاعرة وفاء أخضر فياض

لماذا لا تداعب باطن كفّي ؟
هذا أوان البكاء والمطر
أحلم بدارٍ وشجرة مشمش
وياسمينة
وأحبُّ أن تصدِّق أنَّني حرّة
وأنّني بلقيس
وأنّي أتأمل أصابعي بِبَلَهٍ
وأصرخ بَغْتَةً
أزيحوا أصنامكم بعيداً..


قراءة أدبية للناقد محمد باقي محمد

تجمع وفاء الأخضر بين بوح شفيف وصرخة تمرد ، لها ما يبررها ، فهي – اي الشخصية المحورية – تروم رجلا لا ذكرا ، لذلك أنهت نصها بصرخة تبعد الأصنام في أكثر من دلالة ، قد تكون الحرية أهمها .. لغة اخضر لغة مشغولة بشفافية في البدايات ما يناسب المقام ، وبقسوة في الخواتيم ، لكنها ليست نهاية مجانية ، إنها صرخة تروم التغيير ، وهي من كل بد لغة جميلة .. لغة مجنحة لها أفياؤها وظلالها وتورياتها، لهذا تحضر الصورة لتجمع بين البكاء والمطر ، أو لتزيح الأصنام بتنويعاتهم عن طريقها ، فترسم أو تترسم حياة حرة ، ثم أنها بلقيس المرأة وبلقيس الرمز المعروف ، وتبدو اخضر على وشك إغناء نصها بايقاع قد لا يوازي الوزن ، لكنه يفي بالغرض كما يقول الشاعر الكبير درويش ، أما التكثيف فحدث ولا حرج ، إذ تشي بضعة أشطر بحال المجتمع وشخوصه وأحلامهم .. ثم إنها بعد أن وضعت يدها على لحظة مفارقة ، دفعت التوتر الى آخره بين البدايا والخواتيم، فحققت لنصها فيضا غنائيا ضافيا ، ثم ها هي تغلق المقدمات على نهاية صادمة تقوم على المغايرة والإدهاش ، هكذا أنجزت وفاء أخضر في متنها نقطة تقاطع وبؤرة تفجير ، ما اقتضى الاشارة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى