أدب وفن
حوار مع المتظاهرين/ بقلم الشاعر د. نزار دندش

حوارٌ مع المتظاهرين
- ما هذه الضجة
يا أخوتي ؟
ولماذا تحرقون الإطاراتِ ؟ - هو الدولارُ صار طيراً
وليرتُنا غَزْلَ البناتِ ! - وهل ينفعُ لو صرخنا
أو سهرنا في الطرقاتِ ؟ - إلام نبقى نياماً
ساكتين كالغَنَماتِ
فقراؤنا يموتون جوعاً
منتظرين التبرّعاتِ
وساسةٌ يجتمعون سراً
لتوزيعِ المُكتسباتِ - خمسون عاماً مضتْ
وبلادي
تحرقها كلُّ الأيادي
خمسين عاماً
كم عملنا
في خدمةِ ” الظاظاتِ “
خمسين عاماً
كم قتلنا
من شبابٍ او بناتِ
خمسين عاماً
سكبنا
من دموع الحزيناتِ
خمسين عاماً
عبثنا
بأرزاق الهاربينَ
ومشينا
خلف كل السارقين
وقتلنا العارفين
وأخفينا الصادقين
وما زلنا
لم تُغيِّر الأيامُ فينا
وما زلنا
كما كنّا
ضحكةَ استهزاءٍ
في شفاهِ الهازئين
في تشفِّي الشامتين
ونوايا المغرضين
قد كنتَ يا وطني عليلاً
أقلّيةٌ عليَّةٌ
ومترفةٌ
وأكثريةٌ
تكتفي بالصلاةِ
وتحلم
بما بعد المماتِ
كثرةٌ
تجوع وتشقى
وقلّةٌ
تجمعُ الثرواتِ - نريدكَ يا وطني وطناً
كبقيّةِ الاوطانِ
فيك العدل مُصانٌ
وحرمة الانسانِ
فطهّرْ رعاة الشعب فيك
من أضاليل اللسانِ
وطهّر أبالسةَ السياسة
من شرور الموبقاتِ