أدب وفن

العصابة…بقلم الشاعر عصمت حسَّان

العصابة

وتجبّــرا
واستزلمَ الريحَ الغبيةَ مهرةً
ومن العقولِ اليابساتِ الفهمِ
شرّعَ خِنجرا

ومشى على فقر العبادِ كأنما
هو كانَ في كلّ العباد
الأفقـرا

هو أتقـنَ التمثيلَ عصرا كاملاً
ليظلَّ يحكم في المدينة
أعصرا

يمشي كما الدرويش في حرمانه
جشعُ الوحوشِ
وكان منها أخطرا

يتسلّقُ الكرسيَّ مثل ذبابةٍ
وجدتْ بكرسيّ الخلافة
سّكـّـرا

ويجيدُ فنّ الكذبِ
في شريانهِ ، الحرباءُ سمٌّ
في دهاءٍ قد سرى

باسْمِ اليتامى
والأيامى جاءنا يســعى
وباسمِ الجائعين إلى القِـرى

استكرى قلوبَ الناس في خلواتهم
حتى تمكنّ
فاستحال القيصرا

شِيدتْ لهُ الساحاتُ
تبرُ قصورها
والراكضونَ وراء خيراتِ القُرى

واستوزرَ الأزلامَ
جيشَ بلاهةٍ
سرقَ الرغيفَ
بكلِّ حقلٍ عَسـكرا

له حصّةُ الأولاد في ألعابهمْ
إرثُ النعوشِ
يُديرُ حتى المخترهْ

له في الصلاةِ أتاوةٌ وغنائمٌ
باسْمِ الثريا
صار يمتلكُ الثـرى

ما كان قبل التاجِ غير مقاولٍ
كم باعَ
في هذي الخلائق واشترى

وأرادَ سيفاً كي يقومَ بغزوةٍ
بعناهُ سيفَ الطيبينَ
فكسّـرهْ

ومضى يُذلُّ الناسَ في أرزاقها
في سعيها للخبزِ
غادرها الكرى

هو من ذئابِ الأرضِ
في أكواخنا زرعَ المخافةَ
ثم أصبح عنترا

هو كلُّهمْ
نهبَ البلادَ مراوغاً
وأباحَ تسييسَ المحبّةِ
وافتـرى

زرع الشّقاقَ وكلّ حقدٍ جائرٍ
وأذلَ عنقَ الطيبينَ
لينحــرهْ

أمثاله في الحكمِ بعضُ عصابةٍ
إلا بثورة شعبنا
لن تُكســرا .

الشاعر عصمت حسان / رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى