أدب وفن

عشيقتي (أرزة)…

عشيقتي (أرزة)

لم أنسَ ذلك اليوم حين استغرقتُ في النوم بسلامِ وأنا أتفيّأُ بظلّها الذي يسعُ الدنيا، ويضيقُ بُهتانًا… وكيف لا تُظِلّ الجميع وهي تقبل الماء ممن يرويها، لا تنتقي ولا تُفرّق ولا تُميّز، ولذلك عشقتها…
غمرني ذلك النور الذي بدا لؤلؤيًّا من بين أغصانها المباركة، فتسلّقت أحد الفروع العتيقة، وإذ بالعذراء تربتُ على كتفي، رأيت دمعةً في عمق حدقتها المباركة، لكنني لم أتبيّن إن كانت تعاطفًا مع ضعفي وعجزي أم أسفًا على العاقّين… وجدتُ الربّ هناك يسمع ويرى، ينتشر نوره ليغمر القرنة السوداء ومَن حولها!!! همستُ لهما (الربّ والعدرا) بلهجةٍ يملؤها الرجاء، وقد غامت رؤاي من الدموع التي روت أرزتي الجميلة: إلى متى ستتركون هذا الفينيق يحترق ويعود للحياة؟ هذا الفينيق العصيّ على الموت، وردة الدنيا ومنبع الجمال ونهر الثقافة!!!!

رمقتني العذراء بنظرةٍ، شعرتُ معها وكأنها تقول لي: ألا ترى ما يفعله ذلك الجيل القابع تحت الظل، وكأنه قد احتكر الفيء لنفسه وترك سِقاية أرزتي للشباب الذين لا يمتلكون شربتهم؟ ألا ترى أن العصبية القميئة جعلتهم يتخطّفون أغصان أرزتك ومعشوقتك!!! ولولا حماية الربّ لها لكانت شمطاء الآن!!!

فقلت بلهجة العاشق: سأظل أعشقها، ثم آويتُ إلى الظلّ.

الروائي صفاء محمد/ مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى