رسالة الدكتور وجيه فانوس، رئيس “المركز الثَّقافيِّ الإسلاميِّ” في لبنان، إلى الأمَّةِ الإسلاميَّةِ والعربيَّةِ، لمناسبة حلول السَّنة الهجريَّة 1442.
رسالة الدكتور وجيه فانوس، رئيس “المركز الثَّقافيِّ الإسلاميِّ” في لبنان، إلى الأمَّةِ الإسلاميَّةِ والعربيَّةِ، لمناسبة حلول السَّنة الهجريَّة 1442.
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
مِن بيروتَ الخير والفرح،
مِن بيروتَ الحُريَّة والكرامة والعِزَّة والعطاء،
مِن بيروتَ عِزَّةَ الإسلامِ واحترامَ الأديانِ، والانفتاحَ الخيِّرِ على الحضاراتِ والثَّقافاتِ،
مِن بيروتَ العروبة والإلتزام المخلِص بقضاياها،
مِن بيروتَ الجريحة اليومَ؛ بيدَ أنَّها بيروتَ التي تأبى الضَّيمَ وترفض الإنكسارَ وتشرئبّ أبداً إلى التَّعالي فوقَ الآلامِ ناظرةً إلى الغدِ المشرقِ بالحريَّةِ والعَدلِ والنَّاهضِ بالكرامةِ والبذلِ والعطاء.
مِن بيروتَ هذهِ، وعَبْرَ أثير إذاعةِ “صوت العرب” مِن القاهرة؛ أتقدَّمُ منكم جميعاً، بصفتي رئيساً لـ”المركز الثَّقافيِّ الإسلاميِّ” في لبنان، أخوةً في الإسلامِ، ورفاقَ دربٍ في مسيرةِ العروبةِ الغرَّاء، بأطيبِ التَّهاني لمناسبةِ حلولِ السَّنةِ الهجريَّةِ الجديدةِ، سنةِ 1442 لهجرةِ رسولِ اللهِ محمَّدٍ ، مِن مسقطِ رأسِهِ وملعبِ طفولتِهِ ومرتَعِ صباهُ ومنطلقِ دعوتِهِ “مكَّة”، إلى “يثربَ”؛ التي صارت، بعونِ اللهِ ورعايته، وَهِمَّةِ رسولِهِ الكريمِ وتضافُرِ جهودِ أولي العَزْمِ مِن الصَّحابة، عاصمةَ الإسلامِ، و”المدينةَ المنوَّرةَ” أبد الدَّهر.
اليومُ، هو الذِّكرى الثَّانيةُ والأربعون بعدَ المئةِ الرَّابعةِ والألفِ الأوَّلِ، مِن سنينِ هجرةِ النَّبيِّ الأكرمِ، مِن سوءِ تفكيرِ النَّاسِ وجهلِ نفوسِهِم وبُؤسِ معتقداتِهِم، إلى رحابِ الدَّعوةِ إلى الخيرِ والكرامةِ بتوحيدِ اللهِ، سبحانَهُ وتعالى، ورَفْعِ رايةَ حقِّ الإسلامِ خفَّاقةً.
اليومُ، هو يومُ الدَّعوةِ، إلى الانتصارِ على الظُّلمِ، وبيروتَ مظلومةٌ؛ واليومُ، هو يومُ رفضِ البؤسِ، وبيروتَ بائسةٌ؛ واليومُ، هو يومُ السعيِّ إلى نشرِ نورِ الإيمانِ والعملِ على إشهارِ إشراقاتِ العِلمِ وإظهارِ سموِّ المعرفةِ، وبيروتَ تكتنفها سُحُبُ مُظْلِمَةٌ مُعْتِمَةٌ ومستبدَّةٌ غاشِمةُ.
أناديكم، جميعاً، مِن بيروتَ التي أحبَّتكُم وتُحِبُّكُم وستبقى على حُبِّكُم، لتقفوا إلى جانبِ أهلِها وناسِها، لتنصروا حقَّهُم في الحياةِ السَّاميةِ المعطاءِ وفي العيشِ الكريمِ الفيَّاض، وهم يصارعون هذه العاصفةَ العاتيةَ الهوجاءَ التي ما انفكَّت تُحِيقُ بهم.
أهتفُ بكلِّ واحدٍ مِنكُم، أنَّهُ سيكون بخطرٍ، طالما بيروت تقفُ في عينِ أعاصيرِ الخطرِ؛ ولنتذكَّر جميعاً، أنّ ناسَ بيروتَ ليسوا سوى أهلَ رَباطٍ؛ وما عيشُهُم على ساحِلِها، إلاَّ فِعلَ مُرابطةٍ لنُصرةِ الحقِّ والذَّودِ عنِ بيضةِ الدِّينِ وحمايةِ الإنسانِ مِن الظُّلمِ والعَسَفِ والاستِغلال.
أحيِّيكُم مِن بيروتَ الحقِّ، وأدعوكم، باسمِ الحقِّ، أنْ تنتصروا معي ومعَ أخواني وأخواتي للحقِّ والكرامةِ والعِزَّةِ، بأخلاقِ الإسلامِ وهَدْيِ رسولِ الإسلامِ.
مِنْ بيروتَ الخير،
مِنْ بيروتَ المَحبَّة،
مِنْ بيروتَ الرِّيادة،
مِن بيروتَ، التي ستبقى حضناً دافئاً لكلِّ مُحبِّيها وقادري وجودِها وعطاءاتها،
أضرعُ إلى اللهِ، وهوَ العليمُ الخبيرُ والرَّحمنُ الرَّحيمُ، أنْ يكونَ تلاقينا في هذا اليومِ الأوَّلِ مِن السَّنة الهجريَّةِ 1442، تلاقياً على الخيرِ، ودعوةً إلى الخَيْرِ، وسَعياً إلى الخَيْرِ؛ وكُلُّ الخَيْرِ سيكونُ لنا جميعاً، بإذنِ اللهِ، مَعَكُم وبِكُم، في بيروتَ الخَيْر.
والسَّلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه