أدب وفن

اللغة …بقلم الشاعر جميل داري

اللّغة…

اللغة مومس تهب نفسها للجميع بصدر رحب، للرفيع والوضيع ، للشاعر والشويعر، للأصيل والدخيل..
اللغة كالمطر نعمة للبعض ونقمة للبعض..
يعبر بها الطائر عن طيرانه والزاحف عن زحفه..
اللغة لا تكسر قلب أحد..
فالكل أبناؤها سواء أكانوا من نسل قابيل أو هابيل..
اللغة لها برجها العاجي، ولها كوخها الذي في الغابة
لها من يتقنها حق الإتقان، ولها من يشوهها حق التشويه
وهي راضية وصاغرة تغدق حنانها على الكلّ
قد تضيق على الرؤيا كما قال النفري، وقد تتسع دون أن تقول شيئا
اللغة ذات ضمير، فقد تعبر عن ضمير الإنسان
وقد يموت ضميرها، فينتصر المحامي الهراء والقاضي الحذاء
اللغة كالموت لا تفرق بين أحد وقد قال المتنبي:
يموتُ راعي الضأنِ في جهلِهِ… ميتةَ جالينوسَ في طبّهِ
وقال بعده المعري:
ربّ لحدٍ قد صارَ لحدًا مرارًا… ضاحكٍ من تزاحمِ الأضدادِ
واللغة عند البعض الآخر مرة وضيقة :
ما أمرَّ اللغةَ الآنَ
وما أضيقَ بابَ الأبجديهْ
إن أسوأ ما في اللغة أننا لا نستطيع الاستغناء عنها على الرغم من كذبها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى