مقتطف من رواية “إمرأة كثيرة العدد ” للكاتبة نجلاء عطية / تونس
ذاك الذي عرّيته في حياتي إلى أن تحوّل إلها لم يكن بطلا…
كان عاشقا نما كدهشة رافقتني شيئا فشيئا في زحمة عالم لا أحبّه …
كان لا يراني إلا من زاوية أخرى وكنت لا أفسد عليه خياله وفجأة أعلن عدم قدرته على هذا الدّور المرهق فصاح…صاح بكلّ جبروت المتخلين عن أدوارهم:
إنّي أكرهك جدّا ….
لم أبك ولم أشعر بالإهانة…لكنّي قرأت صيحته من زاوية أخرى أيضا ….
الحبّ لم يعد تألّها ولابطولة
الحب شعور يتطوّر …هو ألّا أكرهك عندما لم تعد لك من ضرورة ….
ومنذ ذلك الحين أعلنت أنّ المرأة ليست قصّة عشق نحياها بل رواية نطمح إلى أن يحوّلها رجل ما قد هيّأ حقائبه للسّفر إلى واقع يتقبّل الغرباء….
في منتصف الواقع الذّي تعودت عليه سيحاول خطر ما أن يقودك معصوب العينين إلى مساطر الحرب وعليك أن تحارب دون أن ترفع بندقية لتقتل وردة كنت قد قضّيت عمرا من الخوف في رعايتها …
للزّمن أحقاد على النّوافذ المشرعة وللمدن أوجاع أحذيتنا المهترئة …
بالمنفى يتعلّم المرء سريعا أن يكون جزءا من الرّتابة….بالمنفى لن يحبّ المرء سوى نفسه ولن يكون قادرا على عنف اللّغة.
هناك تولد الخيبات كاملة…
هناك الإله لا يحبّ ولا يكره، لا يفرح ولا يتألّم .. أمّا المرأة فلا تحتاج أبدا إلى أن تكون وردة …