أدب وفن

تأوي إلى عزِّها القديم…/أدب / الكاتب عماد حمزة

تأوي إلى عزِّها
القديم
بيروت التي نصبتْ على ساحل المتوسط قلبَها خياما لتقوم
ستقوم
من لوثة الوهم و الهموم
و تخلع قمصانَ العبيد
عن قلوب حُرَّة
و دموع ثَرَّة
مُلحَّةً مُلحَّةً
تهمي
من سخين الدمِ
تملأ البحرَ ملحا
لئلا يفسد البحر
و يفسد الصبر
الذي لم يكن ابدا جميلا
لئلا يهمد الجمر
الذي اشتعل طويلا
لتزهو منارة الشرق العظيم.
بيروت
يا عين الزمان
يا دمعة الأحزان
يا وجه الجحيم
و الأكفان
هنا سقط الفاتحون
العابرون
مثل كل شيء عابر
و انطفت كلُّ الجحافل
عند حدِّك
و بقيتِ بُرجا عاليا
فوق القبائل
و الطوائف و المذاهب
و اللصوص
ترمين الشِّباكَ الغاليات
تقنصين الشموس الغائبات
تنصبينها في سموات
غير مرئية
للغدِ الآت.
بيروت
تمدُّ المدى أفقا
و تخضب الشفق
دَما
للبرتقال الشهي
و تغسل صبحَ السما
بمسحة النور البهي
كي نرى الفجر
حقا
بدون غيوم
من لصوص الفساد
الهائمين كجراد منتشر
و ستنتصر
مثلما فعلت
على مر الزمان
مثلما بقيت
حرَّة دون هوان
تنشر الخبزَ و الأمان
و الكرامة و العنفون.
بيروت
تستريح
من عمق الجراح
و تصيح
بالصمت
أن ينفجر
مثل نترات مريبة
و تشعل المصباح
بالزيت
زيتِ العمر
و الأرواح
لتعود بيروت
الحبيبة
التي لا تموت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى