صوت العندليب بقلم الشاعر عصمت حسّان
صوت العندليب
امسح دموعكَ
يا حبيبي
واضحكْ مع البلدِ السليبِ
قم وزّعِ الحلوى على الغربانِ
واقطفْ زهرة الأحزانِ
من فوق الصليبِ
قمْ ودّعِ البلوى
وسرْ في كرنفال الوهمِ
في دربِ الغريبِ
مئويةُ التأسيسِ قد تمتْ
غداً مئوية أخرى
مع العهدِ الرهيبِ
غورو مضى
مكرون جاءَ مع الدمارِ ملوّحاً بالريحِ
بالأمر المهيبِ
وقوافلُ التجّـار عند البابِ
تنطرُ دورها في القضمِ
من أرزٍ رطيبِ
والخائنونَ الأرضَ
والإنسان
مازالوا على عرش الوراثة
والقلوبِ
لا تكتئبْ أبداً فأنتَ الصامتُ الدهري
عن كل اللصوص المارقينَ
وعن وشاياتِ الذنوبِ
لا تبتئسْ
أنتَ الذي أحنيتَ ظهركَ للوباءِ
وكنتَ أنتَ الخائنَ المقتولَ
في كلّ الحروبِ
كلُّ الذين تسلّحوا بالصبر
كانوا بذرةً للذلّ
في الزمن العصيبِ
واليومَ فرنسةُ البلاءِ تجيءُ ملءَ البحر
ملءَ الجوّ
ترقصُ في الدروبِ
وتقاطرَ الزعماءُ كالخرفانِ نحو الذئبِ
ينهشُ قمحةَ الشكوى
ويفتك بالقطيعِ الرخو
بالتاجِ المُريبِ
هم توّجوهُ الناطقَ الرسميّ باسمِ الكونِ
رشّوا في يديهِ الناسَ
والأحلامَ
غاباتِ الصنوبر والزبيبِ
همْ أسلموهُ رقابنا المحنيةَ الآمالِ
قاموا يملأون الماء في الغربالِ وعداً للجياعِ
وأسلموا الداءَ المعششَ في العقولِ الذاوياتِ الصحو
بوصلةَ الطبيبِ
همْ يزرعونَ الخوفَ في أوصالنا
هلعاً من الماضي
ولا مستقبلٌ يبدو سوى الذلّ المعيبِ
مئويةٌ للوحلِ قد تأتي
إذا مستنقعُ الأوغادِ ظلّ الحاكم الفعليّ باسم الناسِ
والشمسُ الصبيةُ في سراديب الغروبِ
فامسحْ دموعكَ يا حبيبي
واذرف دماً كي تستقيمَ الدربُ
كي يتساقطَ المعنى على السطر الرتيبِ
لا تلتفِتْ للخلفِ
فيروز النقيةُ أطلقتْ قمحَ ابتسامتها
فكنْ في صوتها المحبوسِ كالناياتِ
صوتَ العندليبِ
الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه