حين تعتصم العنادل بالصمت/ بقلم العميد د. محمد توفيق أبو علي

حين تعتصم العنادل بالصمت
قال الراوي: إنّ حناجر العنادل قد اعتصمت بالصمت صباحًا، مجافاةً لشاعر حرم جفونها اللقاء!
وتعاطفت مع العنادل قبائل الورد والزهر، فحبستْ ضوعها…
وتنادى القوم لاجتماع دعي إليه حكيمُ عبقر:
أترضى، ياحكيمُ، أن يصبح شدونا وضوعنا أثرًا بعد عين؟ لا، ولكن كيف؟
شاعركم كان يقتات من شدْونا وضوْعنا، وكنا نعيش سكينتنا، حين نرى توقّد شاعريّته… وفجأةً بادرنا بالصدّ والهجران؛ وكنّا نناشده، ولايسمع…وظننّا أنّها محنة جدبٍ وتمضي…لكنّ قصائده كانت تهمي بوتيرة لا عهد لنا بها، من قبل! وأعيتنا الحيلة…من أين له كلّ هذا الرِيّ ،مع صدّه وهجرانه؟ واقتفينا أثره ذات ليل، فعرفنا السرّ! وما هو؟
إنّها امرأة منذورةٌ للحبّ، تعرف كيف تصوغ الشمس عقدًا من الياسمين، وكيف تزرع في الحرف شدوًا من دون حَنجرة، وكيف تجعل الطين غيمة لطف آسرة! ما بها؟ وما صلتها بما نحن فيه؟
هي التي سلبتنا إيّاه؛ فكان يلوذ بطيفها، حين تراوده القصيدة عن نفسها! الآن فهمت!
وما العمل؟ الحلّ بسيط وواضح!
ماهو؟ أن تبايعوا هذه المرأة على الشّدو والضوع، سمْعًا وطاعة!
وأدرك القوم الحكمة…فانهمر السكون!!!!!
وقال الراوي: توهّج الشدو، وأنِق الضّوْع، وتورّدت وجنتا القصيدة!!!