مقابلات

حوار حصاد الحبر مع الشاعر ابراهيم عودة

حوار” حصاد الحبر”  مع الشاعر د. إبراهيم عودة

إبراهيم عودة  / البداية في الشعر هي الأجمل تكون كالطريق الرئيسي المؤدي الى الغاب تلتقى بالكثيرين من الرواد يشجعون .. يحفزون … ويحترمون حتى قرارك الجريء ثم تتيهُ وحيدا في المفارق وأغلبنا بعد اكتمال التيه يعود الى الطريق الرئيسي مستقبلا الرواد الجدد/ اتمنى ان يعيش كل كاتب من مردود كتاباته و هذا ما لن يحصل ، حسب تجربة درويش و نزار تفرَّغا في عمر مبكر للكتابة  ،نرى أن التفرغ زاد من إبداعِهما و نتاجِهما /إنتهيت من كتابة روايتي ،كما أخطط لإصدار ديوان شعري خلال ستة اشهر

حوار / سمية تكجي

ان تبلسم الوجع الذي يلف الحياة أو تبرِّد النارَ المشتعلة في الجروح او ترى في ممرات الشرايين الضيقة و تستشرف أمل الغد في عتمة اليوم ،أو تحاور الكلمات التي لم تقل بعد في وجوه الناس  …أو تحب كثيرا إلى الحد الذي تعانق فيه العطر في الوردة التي تسكن خارج  الزمن و المكان ، أو في مسامات انسان بلا جلد  نحتاج  دواءً عندما نسبح عكس التيار تمرض ، أو نتعرض لخطر الغرق ، أو يعلق بروحنا كثير من الشوائب ، فيأتي الشعر كخلاص للروح أو كبديل أنيق و قوي للغضب ، ما تقدم من سطور تمثل في تجلياتها الشاعر ابراهيم عودة الدكتور الصيدلاني الذي يحترم الجسد و الروح ، الصحة و المرض ،ينفذ احيانا من قناة الألم و يطلق صرخة الحياة ، و احيانا أخرى يتدفق شغفا كجداول ماء شفيفة جذلى.

حول كثير من قضايا  الكلمة و الأدب كان لي هذا الحوار في العمق مع الشاعر  د. ابراهيم عودة

١-“ما كُتب بغير جهد قُرأ بلا متعة ” بحسب صموئيل جونسون، هل ينطبق ذلك على الشعر؟ هل القصيدة اخت الإلهام أم العمل .

ج. الجهد أساسُ نجاحِ الموهبة …
يتحدّثُ هنا الكاتب عمّن اكتملت لديه الموهبة … نعم الجهد هو ما سوف يميِّزه … وليس الجهد فقط إبداعاً في النص بل في قراءة ما استطاع من الأعمال الأدبية التي كتبت والبحثِ والمقاربة بين العصور والثقافات وأيضاً التأمّل اجتماعيا وفكريا والكثير الكثير من الجهود كي يوصلَ فكره أو إحساسه أو قضيته
فالقصيدة يا سيدتي … مخزونٌ من الأحاسيس قابلة للإنبجاس عند أول قبس… تعيش إن كانت اللغةُ والبلاغة دماءها … غير ذلك هي صناعة بامتياز وغير قابلة للحياة وإن وُلدت

٢-اول قصيدة نشرتها، هل ما زلت تذكرها؟ حدثنا عن البدايات.

٢- أذكر قصيدتين من المرحلة التي كتبتُ بها من عمر الرابعةعشر وحتى الثامنة عشر لكنني أعتبر بدايتي الفعلية مع الشعر منذ ثلاث سنوات فقط عندما بدأ المخزون يسيلُ حروفا أمام كل قبس …
البداية في الشعر هي الأجمل تكون كالطريق الرئيسي المؤدي الى الغاب تلتقى بالكثيرين من الرواد يشجعون .. يحفزون … ويحترمون حتى قرارك الجريء ثم تتيهُ وحيدا في المفارق وأغلبنا بعد اكتمال التيه يعود الى الطريق الرئيسي مستقبلا الرواد الجدد

٣-” الحياة لا تكفي لذلك كان الأدب ” هل تمثل الكتابة ضرورة لك ؟

ج- العلوم والآداب الإنسانية تقينا من عثرات الحياة ….تزوّد القارئَ بتجارب عمرية لم يبلغها بعد ..أرى أن الكتابة ضرورية لكل إنسان وإن لم يكن أديبا … الكتابة تجعل الشخص أوَّل قارئ لنفسه
وقد أجريت في بريطانيا دراسات نفسية أثبتت أن الأشخاص الذين يكتبون ولو أحداثَ يومياتهم بأفراحهم وأحزانهم وهواجسهم هم الأصلب في مواجهة الضغوضات الحياة …
من الناحية العامة … أرى الكتابة والنشر مهمين جدا حتى ان استخفَّ بهما الكاتبُ نفسه لأنه لا يمكننا أبدا التنبؤ بمستقبل ذائقة الأجيال القادمة ولا ميولهم الأدبية

٤-حدثنا عن التطور في قصائدك- اذا صح التعبير – منذ بدات بكتابة الشعر و حتى الآن.. هل ينضج الشعر كما نحن ؟

ج- منذ شهور .. يأتيني تنويه من شعراء متمكنين جدا ولهم في ميدان الشعر العربي صولات تمتد من عقد الى خمسة عقود … منهم أكاديميون جامعيون .. ومنهم شعراء ناشطون وبناء على رأيهم أؤكّد أن قصيدتي تطورت في المبنى وأسلوب التعبير…
ومن على منبرك أشكرهم جميعا أصدقاء وأساتذة
النضج في القضايا التي يتناولها … وعادة لا يلاحظ الكاتبُ النضجَ في نصه إلا بعد مرور أعوام … إنما لا بد منه

٥-انت بصدد كتابة رواية ، هل تعتقد أن الشاعر بمقدوره أن يروي أفضل ، وهل تعتقد أن الرواية قادرة أكثر على تغيير رؤى و قناعات الناس؟

ج- انتهيت من كتابة روايتي كما أخطط لإصدار ديوان شعري خلال ستة أشهر
من خلال قراءاتي أرى أنَّ الرواية هي أكثر الأنواع الأدبية فعالية وتأثيرا في تغيير المجتمعات … يمتلك الروائي فسحة أكبر للدخول الى عقل القارئ ومحاورته
مثلاً نجح جبران في رواية الأجنحة المتكسرة بأن يقنعنا بقدسية الحب بين مراهقَين وحين صرنا آباء أصبحنا أكثر ليونة في تقبل قرارت ابنائنا
كما نجح الروائي نجيب محفوظ من خلال روايته أولاد حارتنا في زرع الشك في العديد من المسلّمات …
يستطيع الشاعر ان يكتب رواية إذا كانت لديه موهبة كتابة الرواية وهي الأصعب … الشعر والرواية موهبتان مختلفتان … إنما قد يجتمعان في شخص واحد

٦- كيف تتعامل مع الوقت ، هل اذا تفرغ الشاعر فقط للكتابة ، ستكون قصائده أكثر جودة و شعرية؟

ج- أحيا خارج الوقت كي أتلذذ به … لا شيء ثابت عندي….. قد يبدأ صباحي عصراً …. لي توقيتي الخاص يريحني جدااا أشعر أني أتحكّم بالزمن …. متمرد أنا حتى على الوقت
أتمنى ان يستطيع كل كاتب العيش من مردود كتاباته … وهذا ما لن يحصل … حسب تجربة درويش ونزار ( تفرَّغا في عمر مبكر للكتابة ) نرى أن التفرّغ زاد من إبداعهما ونتاجهما

٧-حدثنا عن يومياتك، ما هي الاشياء التي تعيشها خلال يومياتك بمتعة ؟

ج-أحبُّ العزلة كثيرا … أجمل شعور لدي عندما أصاب بالملل بعد يومين من الوحدة التامة … المشترك بين يومياتي القراءة .. الموسيقى … التأمل …الطبيعة…

٨-الشعراء الشباب ، ما هي النصائح التي توجهها لهم ؟

ج-أنصحهم أن يدخلوا الشعرَ عراةً من إرثنا الموبوء وأن يقرؤوا المعلقات كسائح في متحف يرى ولا يحفظ
٩-معروف عنك انك أيضا قارىء نهم، ما هو الكتاب أ/ ترك بصمة الى حد ان تقول ما قبل و ما بعد هذا الكتاب ؟وب/ أثر بك حد الدمع ؟

ج/ الهمك و جعلك تكتب ؟
٩-ترك بصمة الى حد ان اقول ما قبل وما بعد رواية أولاد حارتنا للروائي نجيب محفوظ
-أثر حد الدمع : جميع أعمال ديستويفسكي إضافة لرواية زرايب العبيد للروائية نجوى بن شتوان
ألهمني وجعلني اكتب : رواية فتنة كارنيليان للروائي أنور الخطيب
في الشعر
ترك بصمة : قصائد نزار قباني
يؤلمني حد الدمع: قصائد درويش
يلهمني : مهدي منصور و مارون أبو شقرا
١٠-من فضلك ، عليك اختيار سؤال تحبه و لم يُوجَه إليك من قبل ، أجب عليه من فضلك . و كلمة أخيرة.

ج – أختار سؤالا : في أي عصر ترى كُتِبَ أجمل الشعر
أرى أجمل وأعمق ما كتب في الشعر العربي هو منذ ستين سنة فقط وحتى الآن… اليوم يكتب أجمل الشعر العربي … بكل روافده عموديا وحرا وتفعيلة فصحى ومحكي … قديما كانت المباشرة والمديح والحكم والقول بما لم يؤمنوا ولم يفعلوا … اليوم عصر الصورة والإحساس والنفس البشرية وعذاباتها وأفراحها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى