هي المرأة بقلم الشاعر عبد لله اللبي/ السودان

هي المرأة ….
هيَ المرأةُ
الثقةُ واليقينُ
الغرابةُ والغموضُ
وبعضُ ما لم ينزِلْ بهِ
من سلطان
مليئةٌ بأبجدياتِها
دانيةٌ حدائقُها
إلا من قطافٍ
تُخبِّئُهُ للحبيبِ
لآخرِ مواقيتِ الحنينِ
يقينُها ما يطرِّزُ أفقَ الحبيبِ
ما يُشعلُ الحرائقَ
في كلِّ إتّجاهاتِ الفصولِ
ما يخبئُ للجمالِ
عناقيدَ عنبِهِ الداليةَ
هي أغنيةُ الماءِ
حيثُ لا ترفَ دونَها
ولا اخْضراراً يدوزِنُ
كُلَ شئٍ حيٍّ
هيَ الخُضرةُ في إمتداداتِها الشّاسعةِ
حيثُ لا وطنَ
ولا مطاراتٍ إلا هيَ
وجهُها الحسنُ
كيفما يتجلّى
تحلو ترانيمُ النشيدِ
يتبدَّى أولُ الحسنِ
وخاتمةُ الحنينِ لخيالاتي المريضةِ
كُلُّ امْرأةٍ حريقٌ
كُلَ امْرأةٍ إرثُ حضارةٍ بائدةٍ
تُعيدُ صلفَ أميراتِ القصورِ
في تواتُرٍ راقٍ
وعنجهيةٍ ممكنةٍ
المرأةُ وجهُ الالهِ
أنا من أراها بألف زاويةٍ وبُعدٍ
تَرتدُّ اليَّ صورتُها كيفما نظرتُ
هيّئيني أنظرُ إليكِ
كنبيٍ حين تُشيْطِنُني الكتابةُ المتمردةُ
أو كماردٍ حين يملؤني
يقينُ الناسكِ المطيعِ
طوِّقيني مرةً
وإن شئتِ آلافاً
فأنا أنظر اليكِ ملياً
ليس بنكهةِ المزاجِ
ليس برهافةِ الروحِ
وسرياليةِ الجسدِ
ليس بصورة الملاكِ