أدب وفن

من بعيد …مئذنة تصرخ في العتم/ بقلم الشاعر الشيخ حسين أحمد شحادة

من بعيد …مئذنة تصرخ في العتم

من بعيد
مئذنة تصرخ في العتم
ويمامات مذعورة
ليس موتك أي موت
فرّ من صدري الجرس :
أليس في الأيدي عصفورة
أليس هنالك من شجر
تفتّت الشرق وانكسر
وضاع منه ما ضاع محذوفاً
لضرورات إخفاء المسافة بيننا
في نهايات الهبوط
يعزّ عليك وكان مهدك ميّاساً
ولحدك يا كامل الأوصاف أرخى سدولك
تصغي إلى غيمة لاصقة بجدار الذاكرة
ميّادة الرمل هذا الترب أغلى من الذهب
أواه .. أواه
أين الطريق إلى الطريق
لا خيمة للندم هنا
ولا هودج لأغوار الرحيل
سيأكل الندم الحزين كفيك
ويحفر في المكان ذاته وصمته الخالدة
” بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا “
هيمان هل ذرفت ملح الأرض
هل بسطت يديك لجمرتي
وانهمرت تبكي خمس مرات في مواقيتك
تمشي على رأسك من مدينة إلى نخلة
تصلي عليك صلاة الغائب
أو صلاة الهارب من الحياة
يهزأ مني التاريخ يا مهرة العرب
سلام على عرب الشمال
سلام على عرب الجنوب
لكم الرافدان في نواح النخيل
ولي الثورة المجهدة في دماء الخيول
لا شيء ينهض بعد هذا الخراب
لا شيء يأتي من فم الببغاء
لكم المتاحف وزنيم المومياء
لكم زؤان الصمت وحبال الصوت
ولي يا فؤادي هديل الجراح
فاض بي من وراء الغيوب فأشعلت قلبي
قلبي لفرط الجرح يراقص قلبي تحت المطر
نصفه قيثارة لدموع زينب
والأحمر القاتي انحنى
على قمر الرثاء واغترب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى