“…صورة برسم كلّ حُكّام لبنان والدول العربية”…!!!
صورة برسم كلّ حُكّام لبنان والدول العربية”…
بداية لا بُدّ من القول ان كلمات الرئيس البرازيلي السابق استوقفتني كثيراً ولذلك وضعت نفسي مكان اي مواطن لبناني او عربي واكملت بلسان حالي ولسان حالهم وقلت:
إنً ما قاله الرئيس داسيلفا ليس موجّها فقط إلى كل رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أو رئيس مجلس نوّاب بل لكل مسؤول يتولّى الشأن العام أو أي مركز في السلطة التنفيذية أو في إدارة أي مرفق عام أو مؤسسة عامة … لأنهم في بلادنا عندما يصلون إلى هذه المواقع، يبحثون وبسرعة صاروخية عن كل وسائل الربح السريع وعقد الصفقات المشبوهة الملوّثة، وإلى فرض الحُصص والخوّات على كل مشروع، وينسون أصلهم وأنّهم ركبوا في هذا المنصب على حساب المقهورين والمعذّبين والمحرومين، من أبناء وطنهم.. أو أنهم يوماً ما لم يكن لديهم ثمن حذاء ينتعلونه في أقدامهم، وكانوا يتمشّون أحياناً بالشحاطة أو “حفاة الأقدام” وكانت (مخطة) أكثرهم تتدلّى من أنوفهم متل مزاريب الصرف الصحي، أو كانوا يتنقّلون في السرفيس أو الفان أو مشياً على الأقدام في شوارع بيروت..سعياً لتوفير بعض النقود. التي لم تكن متوفّرة معهم..
وفجأة أصبح لديهم القصور والفيلات وكل أنواع الشركات والعقارات..
واليخوت والطيارات وجميع أنواع السيّارات..
وأصبحت أعراس أبنائهم وبناتهم تُصرف فيها المليارت ..
وأسّسوا للتستّر الجمعيات والمشاريع الخيرية فقط للتمويه، وصرف الأنظار واستكمال السمسرات…
وعندما تسمعهم يُحاضرون بالعفّة والنزاهة والاستقامة تنبهر منهم، وتعتقد أنهم من سلالة الرُسل والأولياء والتقاة…
كلهم يريد محاربة الفساد
كلهم ينشد خير البلاد والعباد
كلهم يريد الدولة ويحكي لك عن رفضه للإستبداد والإستعباد ..
فأي نفاق هذا وأي كذب وأي فجور؟
ومن أين أتوا وهل هم حقاً من نوع البشر ؟
أم أنّ حقدهم وجشعهم حوّل قلوبهم إلى حجر؟
وهل انعدمت عندهم القيم الإنسانية، وأصبحوا بلا ضمير بلا وجدان، واستغلّوا القضية أي قضية..
ألم يملّوا؟
ألم يتعبوا؟
ألا يخافون من انتقام المظلومين ؟
ومن أنين ووجع المقهورين
الذين سيرمونهم حتماً ومهما طال الزمن في مزبلة التاريخ دون أي تردد ؟
أو في البحر لتأكلهم الحيتان وأسماك القرش بلا اسف ولا شفقة؟
لأنهم أعطوا دروساً للشيطان
كيف يكون الإنسان لا إنسانا..
وهو سينتحر طبعاً من ممارساتهم وحيَلِهم وحبائلهم ونفاقهم…
لكنه ينتظر موعد القرار ولا زال ينتظر أن يصحو عندهم بعض ضمير ..
بعض ضمير بعض ضمير عسى أن ينجوا من عذاب الدنيا، لأن عذاب الآخرة مرير…
د طلال حمود-طبيب قلب -مُنسّق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود