في ذكرى مولد الرسول الاعظم علينا واجبات قومية لا يجوز ان ننساها

في ذكرى مولد الرسول الاعظم
علينا واجبات قومية
لا يجوز ان ننساها
بقلم: المحامي عمر زين*
تطلّ علينا هذه الأيّام ذكرى عظيمة وجليلة، ذكرى مولد خير البريّة، ذكرى ولادة محمد بن عبد الله الرسول الأميّ، أرسله الله رحمةً للناس أجمعين، قال الله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين) وقال هو عن نفسه: “إنما أنا رحمةُ مهداة” وعندما قيل له: “يا رسول الله ادع على المشركين”، قال صلى الله عليه وسلّم: “إنّي لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة” وقال أيضا: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
كان العرب قوم أهل جاهلية ظلماء، يعبدون الحجارة وما يأكلون، ويأكلون الميتة التي تأباها النفوس الكريمة، ويأتون الفواحش بأنواعها، ويقطعون الأرحام ويسيؤن الجوار، ويأكل القوي منهم الضعيف، ويدفن بعضهم البنات الرضع وهم أحياء، ويضطهدون الأطفال ويظلمون النساء فيُحرمونهم الميراث، حتى جاءهم الهدى بولادته صلى الله عليه وسلّم، فدعاهم إلى نبذ ما هم عليه من الجهل والظلمات وأمرهم بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهاهم عن الفواحش وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات.
ففي ذكرى مولده صلى الله عليه وسلّم حريّ بنا أن ننبذ كلّ ما نهى عنه من القتل والإضطهاد وأكل مال الناس بالباطل وظلم النساء والأطفال والإساءة إلى الجوار وقول الزور وقطيعة الأرحام، ولنعظم ما جاء به للبشريّة من التراحم ومكارم الأخلاق نحيّ بها ولادته الشريفة.
وواجبنا في هذه المناسبة بالذات ان تبقى فلسطين هي بوصلتنا حتى التحرير الكامل من البحر الى النهر، وذلك بوضع كل قدراتنا من اجل ذلك، ونحمي المسجد الاقصى ونحافظ على مسرى الرسول واولى القبلتين من الصهاينة، ونقف بقوة بوجه كل محاولات تهويد القدس، واللاهثين الى التطبيع الذين بعملهم يقدمون جرعة حياة للصهاينة في وقت يحاصر هؤلاء غزة، ويحتلون مزارع شبعا وبحيرة طبريا وتلال كفرشوبا وهضبة الجولان، ويأسرون اكثر من 7000 اسير ويقتلون البشر ويهدمون الحجر ويقتلعون الشجر في فلسطين وهم المحتلون لأرضنا منذ اكثر من 70 سنة ونيف ويعتدون على سيادة الارض اللبنانية جواً وبحراً وبراً كل يوم دون رادع.
ليكن مولد الرسول حافزاً لبناء قوتنا لمتابعة رسالته السماوية في تحرير الارض والانسان.
- الأمين العام السابق لإتحاد المحامين العرب
بيروت في 22/10/2020