أدب وفن

حُــبُّ مـُـحَــمَّــد/ بقلم الشاعر د. محمد حسين بزي

حُــبُّ مـُـحَــمَّــد *

أَقولُ لِلْمُتَيَّمِ حينَ يُدْرِكُنِي
لا تَنْظُرْ رَسْمِي
لا تَتَصَفَّحْ وَجْهِي
لا تَنْثُرْ حَكايَاه
لا تَدْخُلْ غُرَفَ الأَلْوانِ وَهِيَ تَعْزِفْ
وَلا تَدُقّ البابْ
قَدْ تَقْطَعُ نَشيدَ القَلْبْ..
أَقولُ لِلْمُتَيَّمِ بـ “دُرَّةِ خَلْقِ الله”
لا تَخْبُ عِنْدَ سَماعِ المَطَرْ
افْتَحْ راحَتَيْكَ لِلْماءْ
فَأُمُّ مُوسى عِنْدَ الشَّاطِئ
وَعَيْناهَا شاخِصَتانِ لِلسَّماءْ
تَدْعُو لـ يُونُسَ مُنْذُ طوفانِ نُوحْ!
قَبْلَ أَنْ تُولَدْ!
كانَتْ في الوُجودِ نورَ هَيْئَةْ
وَقَدْ غَلَبَهَا الحَنينُ المُسْتَطابْ..
وَمَرْيَمُ مُذْ كانَتْ في صُلْبِ آدَم
كانَتْ تَهُزُّ عيسى في المَهْدِ صَبِيّا
إِلى أَنْ آنَ الأَوانْ
وَهَزَّتْ جِذْعَ النَّخْلَةِ
فَساقَطَتْ رُطَباً جَنِيّا..

وَفاطِمُ مُذْ كانَتْ في صُلْبِ إِبْراهيمَ تُضيءْ
كانَتْ تُجيبُ نُبُوَّةً لأَبِيهَا
بِسَعيِ هاجَرَ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةْ!
هُناكَ
كانَ نورُ مُحَمَّدٍ الأَزَلِيّ
يُطَهِّرُ المَكانَ مِنْ حِزْبِ الشَّيْطانْ..
ذُرِّيَّةٌ بَعْضُها مِنْ بَعْضْ
عصْماءُ بِحَبْلِ العِشْقِ
قَبْلَ أَنْ يَنْعَقِدَ التُّرابُ
مُعْلِناً قِيامَ البُنْيانِ في أَرْضِ اللهِ
كانَتْ ثَمَّةَ وَحْدَةُ وُجودٍ تَكْتَمِلْ
أَنَا مِنْ هُناكْ
كُنْتُ خَيْطاً رَفيعاً في حَبْلِ العِشْقِ الأَوَّلْ
ثُمَّ نَسْمَةً بِالمَكانْ
تَطيرُ
بِحُبِّ مُحَمَّدْ.

*من ديوان” أغاني قونية”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى