أدب وفنمجتمع

إزرع في المحطة الصبرَ و احصد المعجزات…!!!

كوميديا سوداء بقلم القاصّة سمية تكجي

لأنك لبناني …!!!
إزرع في المحطة الصبر….و احصد المعجزات …!!!
لكن لا تفهمني غلط …!!! ما سيملأون به خزان وقودك لن يتناسب أبدا مع خزان صبرك … جل ما ستحظى بالكاد سيسد رمق سيارتك الظمأى …!!!
و كما قالوا باللبناني الدارج ” احلى صف ..هوي صف البنزين، كله بياخد 20 “

لأنك لبناني
عندما تقصد اي محطة تسلح بوقود الصبر لأنك سوف تنفق من عمرك ساعات …و سوف تتذكر بعد حين تلك الساعات…
المحطة بكل بساطة أصبحت من محطات حياتك…! ربما بعد زمن سيتصادف مرورك من أمام المحطة التي اعتدت ارتيادها و سوف تلوِّح لها بيدك و تقول : اشتقتلك..!
البارحة رأينا إحدى النساء تحضر طبخة “ورق العنب” و هي في المحطة …!!! هذه المرأة حتما سوف تقص على أحفادها عندما تصبح جدة ،هذه المحطة من حياتها كلما لاح على المائدة صحن “ورق عنب ” و رأينا ايضا رجلا يعزف مقطوعة موسيقية …سيضيفها إلى محطات حياته و و كلما عزفها في مناسبات قادمة سوف يعرّف عنها انها ولدت في المحطة ربما نشهد نساء حوامل يلدن في المحطة و و عندما سيروون القصة سوف يلقبونه ” طفل المحطة ” و رجال و نساء سوف يدخلون القفص الذهبي من بوابة المحطة ….” زواج المحطة “
و لأن الناس يمضون اوقاتا طويلة توطدت العلاقة بين من يرتادون المحطة …و قريبا يدخل إلى مصطلحاتنا الجديدة ” صديق المحطة ” … !!! و كلما يلتقيان سوف يقول احدهما للآخر: بتتذكر أول مرة تعارفنا في المحطة …!

لأنك لبناني ضلّك تذكر ….
هذا البلد سيبقى أكلة بحص… و أسطوانة مشروخة…. و صديقا ظالما… يشبه الأعداء في الهدنة ..!!! سياسيوه يمتهنون حرفة إضاعة المحطات …و إطفاء النيران بالبنزين ..!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى