مطالعة سردية و قراءة الشاعر عبدالوهاب البيراني في قصيدة الشاعرة إخلاص فرنسيس

قصيدة الروائية اللبنانية إخلاص فرنسيس
وإن جرى
واستحال اللقاء
سأفتعل ثورة صغيرة
أعلن حالة الطوارئ
وأشعل الطرقات،
سأعلن العصيان
في هذا المساء وكل مساء
سأفتعل ثورة
أعلن فيها مطلبي
أن أضع رأسي على صدرك
و أتوسد ذراعك
وأرتدى قميصك الأخضر
أخلاص_فرنسيس
مقاربة سردية و قراءة في تفاصيل إحدى يوميات وحي الثورة… بقلم : عبدالوهاب بيرو بيراني
مازالت تبحث عن فتاها الذي مضى…. انها الشاعرة والروائية إخلاص فرنسيس و إخلاص الانسانة…اخلاص الثمانينات العائدة..
انها مازالت تترقب عودة عاشقها الضال الذي مضى ذات مساء مضمخما ببقايا قبلة بنكهة البحر و الضباب..إن يعود في عيون الشباب اللذين يرفعون راية الأرز في الساحات و منعطفات الشوارع الجميلة في بيروت و في كل لبنان من شماله لجنوبه و من بحره لسهله و إلى جبله.
وقفت أمامه معلنة عن عصيانها و تمردت على قميصه الأخضر احالت إلى الوان أخرى و ربما فككت ازراره زرا زرا و كشفت صدره العاري أمام بذخ ثورتها فاشعلت قلبه و وريده لم تكن تطلب منه سوى أن يعود.. ان لا يذهب الا إلى المجد ان لا يمضي الا الي الحرية متوسدا ذراعه القوية غارقة في حلم رومانسي جميل.. حلم يدغدغه أزيز رصاص مضى تحولت صداها إلى صيحات تتردد صداها مجددا في ساحات حرية لبنان.. حناجر صبايا لبنان الجميلة تتناغم مع صيحات شبابها و رجالها و نسائها و أطفالها…
الشاعرة إخلاص فرنسيس سليلة حروب لبنان و سليلة التمرد.. سليلة الأرز.. عادت الي تخوم ذاكرتها المتقدمة بجمر العشق عادت تتحسس القميص الأخضر.. عادت تفتح ازراره تتلمس صدر الوطن الدافيء علها تجد لرأسها مكانا ابديا كالزمن الذي مضى بصخبه و دمائه و أحزابه و بيارقه و خطاباته و قصائده و أغانيه.. فهاهنا تبحث و تعمل وتبث مطالبها كنجوى الحب و كأغنية عشق او قصيدة حب لم تنتهي بعد..
ذاك الذي مضى مرتديا قميصه الأخضر سيعود… فثمة اخضرار يلوح في سماء لبنان و ثمة اغنية جميلة خضراء تنداح بين جدران قلب مازال اخضر…
مقاربة سردية للنص أعلاه برسم رواية من وحي الثورة تكتب تفاصيلها و يومياتها الروائية اللبنانية المغتربة إخلاص فرنسيس
عبدالوهاب بيرو بيراني
الحسكة _سوريا
2019/11/5