باقة قصائد بقلم الشاعر العلامة الشيخ حسين شحادة

من تعبي غفوت
خلوت إلى ذكريات الحزن
كل العيون لها مدى
إلاّ عيون العاشقين
لم أدر كيف أعدّ قهوتي المحروقة
صوري الغريقة في عينيك
في كبرياء وجهك بين النهرين
كنت في البال مثل غريبة
لا تقيمين في اللغة فتشتعل
ولا ترحلين عن أجفان القناديل فتخبو
فشاجرني الكرى
مازجته بالحلم القديم
بوردة حيرى
بغيمة معروفة بنزف التسكع
بالاتجاه المعاكس لدعاء أمي
فاض بي شميم كفيها فصاحت
ليت لي صوت الجرس
ومدّ الآه بفجر الآذان
انهدم العمر غلبني الحب
وفرّ الزمان
يا ولدي
أنا الضعيفة
أنا التاء المربوطة
في خيبة الأمل
يجادلني ظلي
في ممشى النسيان
تعاب وحدتي
هل يعاب الغريب
وشواطيك أنفاسك المتشردة
يداك مفتوحتان
يا ليتها في يدي
يا توأمي على البعد
يا توأمي الوحيد
تفّقد وجهك وتفّقد قناعك
مهلك ماذا دهاك
طويت الأرض وأعياك السؤال
اظلمت دنياك
والحقيقة مهرقة
فانزل في نعش صمتك
لكي يرعف سديم العالم بنهايات السقوط
اكتمل الجنون
بين فوضى الحياة وفوضى الموت
عصفتك المهلكات
عصفتني فانتفضت
يرصدك اغتراب النهر
وترصدتي نورساتي الجائعة
أراك في كهفنا المنخفض
تكلم الموتى
لترفع من الموت رأس القمر
تعبت
انزويت
أغفر لكي أنسى
أقاوم لكي لا أنسى
تفيأت ظلك بدم لا يفارق رمح الخراب
وها آتي إليك وليس لي قبر
فخذ عني حداء القافلة
وليكن رأسي على كتفيك
أنت عيناي في الطريق
وأنت يدي
نمشي معاً
أو نعود إلى كتابنا المثقوب بالخطايا
كلمّا أعتقت أزهاري
هبّ من ماضينا اشتعال
وغاب في الجمر سؤال المكان
في غمد سيفك ألف ثار
كلمّا فتحت من ينابيعي جلجلة الماء
غالني من بطش المسافة
ضوضاء الفراغ
يحفر في جسدي المثقل بالإنتظار
أسطورة لحب جديد
ولغز عصي على بئر الكلام
كيف يصفو الكلام
وكلس الوقت يطفو عليك
ونهرك يصبو إلى ذئب الظلام
لو كنت أعلم ما في الدمع من ندم
جمعت لعينيك دموع القمر
أو كنت أعلم ما في البحر من حزن
كتبت إليك
كتبت إليك
حذار من رجع الصدى
ومن خفاء الأشواك وراء ظهرك
يا أيها العاشق الخفي العفي
يا أيها الموغل في بهاء إسمك
بلوت الفراق
وحانتي تكتظ بالدراويش
عبثاً تراقص الأرض
فاشرب نقيع الأسئلة
من وتري الظامئ في قلب النغم
وتألم
واختصر بلفافة تبغك خارطة الطريق
وتكلم
كل شيء تهدم
كل شيء ناء يقترب
كل شيء يطفو إلاّ الحزن
هذا أنا أعشق بعينيك
طقس البوح المثير لتأويل البرق
وهذه أنت كاملة الأوصاف
ترتادين بعيني النقطة الغامضة
أقعدتني العنقاء والمدن المزورة
عن صباحات أمي
لا بدّ منك .. خذيني
لا زهر فوق ترابنا
وليس بيننا قمر
ومواجدنا هباء
ليس بيننا غير اللاشيء يواسينا
حبيبتي هذا خواء الروح
جدل الجذور وزيف الوجوه المقفرة
التفتّ الساق بالساق
وهذي القبّرات تخرج من أرحام قرطبة
فارقدي مع الراقدين تحت زنابقي
وثب الحبّ عليّ
وصرت أشتهي الموت بين يديك
إلى أين
إلى أين تسوقين عقالي
أتحداك ولو في خيالي
أن تكسري هذا الزمن
قلبي لك قدر وأنت لي قدر
فاهربي بجانحيك
انفردي بنظرتي الأخيرة
أو فاختبئي في دمي
فكم وكم يغويني هذا العناق
في لحظة الندم