أدب وفن
..لكي لا نضيع / بقلم الشاعر نصر الظاهر

..لكي لا نضيع
كثيراً ما تُسائلُني تلالُ الجنوبِ… خوابي الحنين
وتستفسرُني أشجارُ الزيتونِ … دفترُ الذكرياتِ وحكايا التاريخ ،
عن سِرِّ هذه الأسرابِ من القلق ، التي تتراءى بعضُ غماماتِها الرماديةِ في سمائِنا المرصَّعةِ بالشهداءِ والنجومِ ، المُخْضَرَّة بهِممِ الرِّجَال…
تسائلُني بِعَتَبٍ وحيْرة ،
فأسْتَلَّ مما لم ينضُبْ بعْدُ من قناديلِ الروح مِزقةً من حلمٍ بقيَ عصيَّاً على العاصفة ، وأغْرُفُ من باقياتِ المنى حُزْمةَ تفاؤلٍ وأملِ ،
ألَوِّحُ بها على مفارقِ الدروب التي تُرْشِدُ إلى موانئ المستقبل
وأستغيثُ بآخرِ الحروفِ التي تضيئُ في وَحْشَةِ الرُّوح ،أزرعُها قوسَ قزحٍ ، وقنطرةَ وَقْتٍ
عساني أطْردُ تلك الأسرابَ التي تُقْلِقُ تلالَ الجنوب ووديانَه وزيتونَه العظيم ….
فهل تُراني أغالي، أم أحابي، أم أُرَمِّمُ الواقعَ بِوَهْمِ السَّرابْ ؟!..