أدب وفن

ليالي ديسمبر الحزينة/قصة قصيرة بقلم الكاتبة مثال سليمان

اللوحة بريشة الكاتبة مثال سليمان

ليالي ديسمبر الحزينة

أعلم إن كان ديسمبر يشبهها أم أنها سرقت ملامحها منه ..!!وحدي أعرفها إنها أمي وأكثر ،وحدي كنت ألمس تحولا لألوان فيعينها عندما تحزن ويتلاشى البريق فيهما كظلٍّ خجول .كانت وحدها قادرة على توقف المطر من عينيها متى تشاء ، وعندما نلمس حزنها توهمنا بقوس قزحٍ نلهث خلفه بإرادتها، تصفق لنا لترسم من ابتسامتها أسرّةً نلقي عليها أجسادنا المنهكة …أمي التي لم يضمها والدي يوماً إلى صدره أمامنا ، ولم يهدها وردةً في عيد الحب ولا حتى رسالة قصيرة تحمل حبّه لها في عيد ميلادها …أبي ماتعود أن يشكرها وهي تسكب له العسل في الشاي ، ولم يخلع معطفه الشرقي في توديعات أمي الصباحية له خلف الباب ..في ديسمبرٍ ما قررا الإفصاح عن الحب جهراً ليعيشا قصة حب قصيرة جداً في مقهىً شتوي ، خرجا ولم يدركا طريق العودة حتى اللحظة ..تأخرا جداً، وفي غيابهما :أورثانا حزن ديسمبر جنيناً أسطوريًا كَبُر ولم يحمنا من أشعة الشمس ولا من الهرم … ناما بهدوء ولا زلت أسرحُ معالغيوم الندية كعيني أمي كلّما حلّ ديسمبر ضيفاً على الشتاء ..لأحال إلى شراعٍ أخفي خلفه البطولة وأنا أرقص على الثلج وأخلط الرعب بأوراق النعناع دونهما ، وكلّما حلّ ديسمبر ضيفاً ثقيلاً أزرع دموعي في حدائقه المهجورة ،علّني أحشو في ذاكرتي وجهيهما العابثين بحلمي ..ديسمبر حافلٌ بالدم ..والأشباح…والأساطير ..والفراغ في قلبي ثقيلٌ جداً بحجم تصدعه ..أعجز عن الفرح ،كما عجزي عن توضيب الحكايا في يومي …ووصايا أمي جواهر مزروعة في أصابعي المسافرة ، لا تعود إلا في العيد …//////////////////

أهي حقاً الشهور تشبهنا في حزنها ومآسيها ..؟؟؟؟؟؟

أم نحن من نشبهها…؟كم عجزت أن أمسح الحزن من عينيها وهي تحدثني عن الجنة والسماء ..فأحال مثلها قمراً باهتاً ..Aralik صديقتي التركية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى