كم أنا فخور بنفسي
تأليف: ماري مطر
الفئة العمريّة: 8 إلى 10 سنوات
الموضوع: من سلبيّات وإيجابيّات الّكنولوجيا
صديقنا مروان مغرم بكلّ ما هو تكنولوجيّ، وخصوصًا أنّ أهله قد أمّنوا له في غرفته كل ما يحتاجه منها، كالألعاب الألكترونية والحاسوب والجوّال بالإضافة إلى جعله مشتركًا في شبكة الإنترنت… وهكذا قبع مروان في غرفته، وصار مأخوذًا بالتّكنولوجيا وتطوّراتها وكلّ مستجدّاتها حتّى أضحى يلقّب من قبل رفقائه ومعلّميه بسجين التّكنولوجيا!!! ولكن، مهلاً! هل سيبقى هكذا طوال عمره؟؟
هذا السّؤال سيجيبنا عنه مروان بنفسه، فلنتابع معه…
مروان: لا أصدّق متى أعود إلى البيت إلى غرفتي، إلى مملكتي وعالمي المميّز! وها أنا في غرفتي وبين ممتلكاتي وفي عالمي الخاصّ. أوّلاً ألعابي الألكترونيّة، ومن ثمّ حاسوبي وعلاقاتي… لا أحد يصدّق كم أنا سعيدٌ هنا، فالكلّ يسألني : كيف تستطيع أن تتحمّل هذا السّجن ؟ اخرج والعب !!
بينما أنا أشعر بأنّني ملك، ولا أحد يتحكّم بي، بل أنا أخطّط وأفعل ما أريد. وأكتشف ما يحلو لي! أحيانًا أتمنّى ألاّ أتعب أو أنعس، وأنا أتابع المستجدّات، وأتعرّف إلى أناس لا أعرفهم…
وها هي العطلة الصّيفيّة ستنقضي، وستفتح المدارس أبوابها… سأفتح حاسوبي لأرى كيف يقضي رفاقي أوقاتهم… أوه هذا رفيقي رامي، إنّه في مصر بين الأهرامات وقد كتب عبارة في صفحته فوق صورته: ” أنا في أحضان أمّي ، وأمّي في أحضان أمّ الدّنيا مصر… إذًا أنا في أحضان الدّنيا …”
وهذا صديقي مالك ، إنّه فوق أمواج البحر في هاواي ، كأنّه يمتطي فرسًا، وقد وضع عبارة : ” من الّذي سينافسني في ركوب الأمواج ؟”
وهذه صديقتنا سارة تبدو في صورة مع أفراد عائلتها، يأكلون ويشربون نخب جمعتهم وقد كتبت” تفضّلوا شاركونا فرحتنا!”
يا إلهي، كلّهم يقضون أوقاتهم بالتّنزّه والسّفر والتّسلية خارج بيوتهم ومع عائلاتهم، بينما أنا هنا في غرفتي!!! لا أدري لماذا أشعر بالحزن مع أنّني لا أحبّ هذا الشّعور!!
“ترن ، ترن ” من هذا الّذي يكلّمني من حاسوبي؟؟ آه إنّه صديقي ماهر…
– مرحبًا يا ماهر ، اشتقت إليك كثيرًا!
– أهلاً يا صديقي، وأنا أيضًا.
– مروان!! ماذا بك؟ هل أنت مريضٌ؟ لِمَ أرى وجهك شاحبًا؟ وما هذا السّواد الّذي يبدو حول عينيك؟ هل تقضي وقتًا طويلاً أمام الحاسوب والألعاب الألكترونيّة؟؟
– نعم … فأنا لا أستطيع العيش من دونها!
– لكنّك تؤذي نفسك!! تبدو كأنّك شخص آخر مريض! أرجوك انتبه لصحّتك…
ما إن أنهيت مكالمتي مع صديقي، حتّى رحت أفكّر في ما قاله لي ، ورحت أنظر في المرآة … يا إلهي! هل هذا هو وجه مروان الجميل ؟! أم هو وجه مجرم في السّجن؟؟!!
لماذا أشعر بأنّ نظري يضعف؟ هل يعقل أن أرتدي نظّارات سميكة، أو أفقد نظري؟! يا اللّه ماذا أفعل بنفسي؟ وهذا الجسم لم يبدو نحيلاً؟ كيف أهمل الأكل المفيد ولا أتغذّى إلاّ على رقائق البطاطا والمشروبات الغازيّة؟؟ يا لها من مصيبة… هل سأصبح عجوزًا الآن؟؟؟ كللللللللا! لا أريد. لن أكون سجين التّكنولوجيا…
لن أسمح للعطلة الصّيفيّة أن تمرّ من دون فائدة وتسلية…
سأخرج أنا وأخي لنجلس قرب البحر… يا لها من خسارة كبيرة أن يكون الجمال قريب منك بينما أنت محبوس بين أربعة جدران…
لن أتحمّل سجن التّكنولوجيا بعد اليوم، حتّى ولو كانت تسلّيني. سأمضي عطلتي مع عائلتي مثل باقي رفاقي. لكنّني لن أتركها بل سألجأ إليها عند الحاجة … وسأنزل صورة لي ولعائلتي عبر الفيس بوك وليعرف الجميع كم هو جميل شعور العائلة المجتمعة في أحضان الطّبيعة!!
نسيت أن أخبركم … لقد تحسّن نظري، ولم يعد هناك سواد حول عيني… ولن أصبح عجوزًا الآن… كم أنا فخور بنفسي!