إلهة الأرض و القمر / بقلم الروائي محمد إقبال حرب
إلهة الأرض و القمر
عيناها صافيتان كقطرات الفودكا، قلبها أبيض كألفية عرق تمازجت مع صفوة الثلج النقي، شفتاها حمراوان قانيتان كخدود ابنة كرمة معتّقة في خوابٍ سومرية. سارت متمايلة بين جفنات الغروب كسيقان القنب الهندي عندما تراقصها رياح الشمال الباردة. جلست على كرسي العربدة عند مصطبة الجنون فتنهدت بخور عود مقدس فوق ركوة يتأجج فيها بن مخا اليماني برحيق السهر. مدت يدها بوجل في حضرة الغريبة حتى لامست عباءة غرابتها فارتعش حنين الغجر في دم العرَّافة حتى كللهما طقس من الايمان الموعود.
سارتا عبر عتبات التّجلي حتى استقر المحاق بينهما فأمسكت كل منهما قرناً. وما زالتا تتصارعان حتى سقط من العياء متدحرجاً إلى حضن صاحبة الأحاجي فالتقفته غادة الجمال ودسّته بين نهديها بعدما اطبقت كفيها على بوابة الاغراء متنهدة بجنون تورّدت منه أنثاها.
جحظت عينا الغريبة وخلعت عباءة سترها وسجدت قائلة:
تقبلي جمالي سيّدة النهدين المقدّسين أضحية على مذبح أنوثتك.
أخذت عشتار نفسًا عميقاً فنَهد صدرها وتأوَّه القمر وقالت: قبلت قربانك فأنا الآن روح الجمال المطلق.
تصفحت كفيها غجرية تتمنطق الغرابة، وتنفّست من عتبات الجنون أحاجي الحاضر والمستقبل.
ستكونين إلهة الأرض والقمر
ويعبد ثدييك البشر
سيسري سُمُّك في المضاجع
وتهتكين نسل المراضع
سينسى ربهم البشر
ويأنسوا بين الأُثد دونما ضجر
وعاث الجمال بأنوثته سحراً يكتنف البشر فما توانى عن معبدها بشر.