ليلة القدر/بقلم الشاعرة مي سمعان
ليلة القدر
يا ليلةَ القَدْرِ كم احتاجُ من نِذرٍ
كَيْ أغسُلَ الذّنبَ،كَمْ ماءٍ وكَمْ نَهرِ
ارْدُنُّ مالِي سِوى عَوْدٍ الى ازَلٍ
إبنٌ يَسُرُّ.. وَربٌّ حَلّ في السِّرِّ
غَطَّسْتُ طِيني وبالميرونِ عَمَّدَني
عِطْرًا مُذابًا على زَيْتٍ على زَهْرِ
ثَوبِي المَسيحُ وقَدْ اهْدَانِي رأفَتَه
اسرارَ مَجْدٍ بَهِيِّ فائِقِ البِرٍِ
انهارُ حُبٍّ وفاضَت مِلْءَ غُربَتِنا
تيَّاهَةَ النُّورِ والاِنعامِ والسِّحْرِ
في رِحْلةِ العُمْرِ كم خوفٍ يُساوِرُنا
إنَّا ضللْنا وغالَى الدَّهرُ في الْقَهرِ
شَرَّعْتٌها حٌجُبي كشَّفْتُ مَحْبَرَتي
كيما تبارِكَ ذاكَ الغيْضَ من حِبْري
اُصْغي أراكَ على بابي تُكَرِّسُهُ
تْلقِي سَلاما وما بوحٌ عَلى ثَغْرِ
عَلقْتُ فِي شُرفَتِي قَمحٌا تبارِكُهُ
إجْعَلْ طَحِيني خَميرا بالغَ الوِفْرِ
ليلٌ ضريرٌ..وباتَ الليْلُ صَحْوَتَنا
نحنُ انتظارٌ فلا نومٌ الى الفَجْرِ
يا مُستَجيبا وانْتَ النُّورُ مَبْعَثُهُ
نَوِّرْ سَبيلاً لِسَاعٍ تاهَ في الوَعْرِ
زِدْني فَإنِّي لَطَمَّاعٌ ومُلتَمِسٌ
من فَيْضِ نُعْماكَ ما يَزهو به قَبْرِي