أدب وفن

قراءة في كتاب منمنمات ثقافية للأديب المصري ناصر رمضان عبد الحميد/ بقلم الشاعرة نهى عودة

إضاءة في كتاب
‏(منمنمات ثقافية)‏
للأديب المصري ناصر رمضان ‏
التاريخُ الذي لا يكتبه رجالٌ حقيقيون يكون مزيفًا ومزورا ‏حسب الانتماء لدولة أو حزب أو حتى جماعات. ‏
أراد الأديب ناصر رمضان أن يسلط الضوء على شخصية ‏عربية نفتخر بأنها مرت في تاريخنا العربي الحديث، فكان ‏بإمكاننا أن نبحث، نسأل، ونحكم ونعلم تماما أين وجه ‏الحق، أؤمن تماما كما الأقلية السائدة أنه في كتابة التاريخ ‏ومعايشة الحاضر عليك أيضا إنصاف عدوك بشخصيته أو ‏حضوره أو حتى عداوته المطلقة لك ووفائه لوطنه وهناك ‏أمثلة كثيرة في التاريخ تعيد نفسها. ولأن التاريخ هو سنة الله ‏في خلقه وما هو إلا وجوه تتغير وشعوب تتلاشى ويأتي ‏غيرها يخطِئون ذات الأخطاء وذات الصواب أيضًا. ‏
الراحل العظيم وكما وصفه الأديب ناصر رمضان (رائد ‏العدالة الاجتماعية) الرئيس المصري الراحل جمال عبد ‏الناصر القائل ” إن الأيدي المرتعشة لا تقوى على البناء ” ‏هو شخصية كتاب ” منمنمات ثقافية” والذي كَتَبَه وسرده ‏الأديب ناصر رمضان بحرفيةٍ عاليةٍ وبوضوحٍ مُنصفٍ ‏وشواهد حيّة ولم يكتفِ بمحبته لهذا القائد العظيم بل جاءَ ‏بإنجازاتِه وسلّطَ الضوء عليها والتي يعلمها القاصي والداني ‏ومنها على سبيل الذكر (القضاء على الباشوية والباهوية، ‏فتح باب التعليم للفقراء بعد أن كان حِكرا على الأغنياء، ‏بناء السد العالي, تحويل الري إلى ري دائم وتوفير الكهرباء ‏لإنارة المدن والقرى، إنشاء الصناعات الثقيلة مثل الحديد ‏والصلب والمصانع الحربية وتجميع السيارات و……) ‏غير أن أهمها شعار مجانية التعليم والعلاج ورفع شعار ‏العمل حق العمل واجب والعمل شرف وقد حقق ذلك ‏بتوفير فرص العمل للناس والفقراء وحفظ ماء وجه الغلابة. ‏
‏ كما أنه جاء بذكر أعدائِه ومن كادوا له المكائد والذين أنا ‏على يقينٍ تام بأنّهم يلعنونه في الملأ ويبصقون على أنفسِهم ‏سرًّا لمدى صدقيتة وعروبتة الأصيلة وإيمانه بوطنِه، فعلى ‏قدرِ ما كانَ رجلا يحبًُ وطنه المصري والعربي كان يعشق ‏فلسطين التي كانت لها الحصة الأكبر في قلبه. ‏

لقد توسّع الأديب رمضان في حيثيات كثيرة ومؤامرات ‏متعدّدة أُحيكت ضد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلا ‏أنّه حقيقة وطنية ثابتة خلّدها التاريخ وكتبَ عنها العديد من ‏الأدباء والشعراء بالإضافة إلى كُتبِ الصحفي محمد ‏حسنين هيكل ومؤلفات حسنين كروم والكثير غيرهم لكن ‏أديبنا أثنى على كتاب الدكتور رؤوف عباس ( ثورة يوليو ‏إيجابياتها وسلبياتها ) بعد نصف قرن دراسة والكتاب الثّاني ‏ولا غنى عنه لمن يحبُّ عبد الناصر هو كتاب ( جمال عبد ‏الناصر ) الذي ألّفه مجموعة من المؤرخين المتخصصين في ‏التاريخ الحديث تحت إشراف الدكتور عادل غنيم كما كتب ‏العديد من الشعراء والأدباء في هذه القامة الوطنية التي نقدر ‏ونحترم منهم محمود درويش، أمل دنقل، فدوى طوقان، ‏عبد الكريم الكرمي، سعيد الغول، خليل جرجس خليل ‏وغيرهم الكثير . ‏
الوفاء سمة نلمسها بكتاب نمنمات ثقافية حيث بدأ ‏الأديب رمضان بالشكر والثناء لجميع من سَنَد وساعدَ فكرة ‏تأسيس ملتقى شعراء العرب وخاصة المرحوم المهندس ‏رشيد عبد الرحمن التنير. ‏
أما أنا فقد ترعرعتُ على حبِّ هذا القائد في منزلٍ يقدّسُ ‏دورَه ونضاله ويُطلق عليه قائد الأمة العربية حتى أنني كنت ‏أسمعُ الرّوايات الكثيرة التي تقول بأنَّ الناس قد شاهدوا ‏وجهه في القمر عند موته( وإن كان هذا يدلُّ على شيء فإنّما ‏يدلُّ على مدى الحب والثقة) وكم شعروا بالخذلان ‏والخوف من فقدانه فهو رجل الأمة العربية وقائدها الغيور ‏عليها، وهذا كلّه كان يسرده أبي على مسامعنا دومّا وكان ‏يعبّرُ عن مدى وطنيّة هذا الرجل وأبي رجلٌ لا يكذب. ‏
لكن الحدث الأجمل في حياتي هو زيارتي لقبره عندها ‏شعرتُ برهبة وجوده وحضوره وأن الموت لم يفقده هيبته ‏بل زادها وخلده، واتخذت مساري نحو قاعة اجتماعاته ‏وتخيلته كيف كان، ثم كتبت بعض الكلمات في معقل قبره ‏وأنا على ثقة بأنه سيعلم يوما كم كنت أحبه. ‏
رحم الله القائد العظيم جمال عبد الناصر ‏


الشاعرة نهى عودة ( ياسمينة عكا)‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى