أدب وفن

إبحار على متن القصيد/ قصيدةالشاعرة أسامة عودي / قراءة الدكتور عماد يونس فغالي

قصيدة الشاعرة أسامة عودي
على ضفة نهرٍ
نايٌّ صلّى صلاته
باكياً
ف ارتعشَت مياه النهر
خشوعاً
وانحنى العشب له
سجوداً

عبادةٌ من فكرٍ ووحي!

قراءة أدبية للدكتور عماد يونس فغالي

بين الناي والنهرِ قصّةٌ من عمرهما، كم ظُنّ بها حبًّا وهياما… على ضفّةِ النهرِ، كم غنّى النايُ أنشودةَ العشقِ التائه… كم أنشدَ العازفُ على نايه أغنياته الفرحة بعيشِ حبّه الهائم… كم غنّى لحبيبه أرقى المعزوفاتِ نشوانا… وعلى ضفّةِ النهر أيضًا عزف النايُ حبًّا أضاعَه فتلوّنَ اللحنُ بالنحيب!
هنا أسامةُ، رفعتِ الرابطَ بين الناي والنهر، ارتقى بيراعِكِ إلى مرتبةِ النبيّين صلاةً… إن بكتْ، فإيمانًا ورجاءً ومحبّة… بكتْ فضائلَ من علُ فيضَ صدقٍ، ارتعشتْ له المياهُ خشوعًا، وانحنى العشبُ سجودًا، رهبةَ الحالِ الملهِمة!
وإن أتيتُ على الإلهامِ، تساءلتُ أيّهما بعثَ إليه، أبحّةُ النايِ تناهت إليكِ أم صورةُ العازفِ تكوّنتْ أمامكِ؟ في يقيني كلاهما نبعةٌ، لكنّ التلقّي في حضرتكِ تصوّفٌ داخلَ صومعةِ الارتقاء نحو سامياتِ الجمال المطلق… فاستحالتْ ضفافُ النهر هيكلاً مقدًّسًا لمراسمِ عبادةٍ فكريّة تؤدّينَها كاهنةَ الوحي البديع!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى