“الصوت و السّوط “كؤوس النعس “الوقت “باقة قصائد بقلم الشاعر عصمت حسّان
الصوت والسّوط
حين غولُ العتمِ فوق الأرضِ حطّــا
واستراحَ القهرُ فوقَ الناس
من صمتٍ
تمطّـــى
واستوى اللصُّ الظريفُ الصيتُ
والشرطيَّ
والعدلَ المغطّـــى
واكترى ذئبٌ ثيابَ الحمْلٍ
والرهبانِ
في طهرٍ تلطّـــى
قامتِ الأرضُ إلى أيقونةِ المعنى
وسارتْ في ركابِ الذلِّ
جلاداً
أرادتْ من ضمير الناس
قسطا
حين رأس القومِ
أعياهُ انفصامٌ
صار من ممشاهُ أوطى
باعتِ الحسناءُ ثدييها
لتشري خبزَها الحافي
وقرطا
والمدى المزروعُ بالآمالِ والأحلامِ
قد خلّـــوهُ قحطـــا
حين نام الناسُ في بلدي
وكان الصحوُ والثوار
رهطــا
لم يعدْ في الأرض يمشي
الطيبون
الأرضُ شطرنجٌ وكم عدلاً تخطّى
لم يعد في الوقتِ وقتٌ للنهوض الحرّ
خلوا الصوتَ ســـوطا
يسقطُ الشعرُ على المعنى
نزيفَ الغيمة الأعلى
فقولوا الشعر أعطى
كؤوس النعس
شاءتِ الأقلامُ تُخفي سرّها
وجدارُ العتم
حبرُ العسسِ
والسطورُ البيضُ
تطوي ظلَّها
وأنا حرفي صهيلُ الفرسِ
يستعيرُ الصوتُ نفسي كلَّها
فيصيرُ الكونُ
رقصَ النفسِ
وأراني في القصيدةِ خلَّها
وعلى ثغري
هتافُ النرجسِ
هي من أجلي
أنا من أجلِها
وكلانا في فضاءٍ مشمسِ
أقتفيها كي أداري
لمسَها
تقتفي الأزهارَ تطلبُ ملمسي
شاءتِ الأقلامُ
شئنا همسَها
وتناخبنا كؤوسَ النعسِ
وتعانقنا على
سور اللمى
كانتِ الأنسامُ وقتَ الغلسِ
يا اْضْطرامَ الحبرِ جَمِّعْ شمْلَنا
وانتشلنا
من دجىً مفترسِ
في حروف القلبِ
ينمو حلمُنا
وعناقُ الشعرِ بيتُ المقدسِ
الوقت
يموتُ الوقتُ
فينا أمْ نمــــوتُ
ويطوي
عمرَنا الأملُ المقيتُ
نعيشُ نُحولَ همّـتِنا ارتجافاً
على إيقاعِ
نهدتِها
نَبيتُ
فلا حضنٌ لنا
إلا الثواني
لها من مهجةِ
الانّاتِ قوتُ
وتابوتٌ
تأرجحَ فوقَ لحنٍ
إلى مثواه من فرحٍ سعيتُ
خُلِقنا للمعاصي والرزايا
وتُضحِكُنا
الدموعُ فنستميتُ
هناك ترابُنا
خيباتُ عمرٍ
به من دفن أوجاعي اْحْتميتُ
سأمضي لا حياةَ
لمستغيثٍ
هُبِلتُ إذا قَبِلتُ وما رضيتُ
فهذا الكونُ كهفٌ من قديمٍ
وخاطَ مسار خطوي
العنكبوتُ
وهذي الأرضُ
سحليةُ الأثافي
تغادرُها لتنسانا البيوتُ
ونبضُ القلب يونسَ
في متاهٍ
وحولي نقمةُ الواشين حوتُ
يموتُ الوقتُ من صمتٍ وذلٍّ
ويبعثُنا
إذا انكسرَ الســكوتُ
الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه