أدب وفن

نص الشاعرة سمر كرامة و قراءة أدبية بقلم الدكتور عماد يونس فغالي

نص الشاعرة سمر كرامة

نقطة البدايات

…يهواني عند ولادة كل نص أن أبدأ بنقاط معدودة…
قناعة مني، أن للبدايات أبواب مفتوحة على السماء
وأجنحة تعتلي الضياء.
وبما ان الفواصل لن تخلق لأجل امرأه حرة بثوابتها،
فما كان بي إلا أن أضع في شمالي قسمي،
و في يميني نقطة واحدة، واحدة فقط
كفيلة أن تشعرني بالاكتفاء رغم الحاجة،
و بالإعتلاء رغم الإبتلاء.
نقطة أزف بها الخاتمة.
ربما لأنني أمتلك الجرأة في خلق النهايات غير القابلة للتأويلات، وصدّ الأبواب باحتراف قبل أن يخترقني زمهرير الذكرى و زهايمر الولادة.

الوداع بداية انتصاري….

أعلنه بدمع منهمر يغسل صدأ الودائع المختزنة في أغوار ذاتي…
أعظم الهزائم هزيمة النفس و تحطيم مراياها…
وأكبر الخسائر ان لا تقول الوداع!!!

قراءة أدبية للدكتور عماد يونس فغالي

خلوٌّ من نقاطٍ… ولادات!
(من وحي نصّكِ عنونتُه “نقطة البدايات)

ويقيني أنّكِ لم تبدأي في ولادتِكِ. تمخضَتْكِ البداياتُ فكنتِ في أزليّتها وليدةَ الكلمة… النقاطُ المعدودة، كم عددتِ فيها ولاداتٍ من بناتِ فكرٍ لبنتِ الأبجدِ!
أالبداياتُ مفتوحةٌ على السماء، أم رؤياكِ المنبثقة في المدى، تفتحُ السماءَ عليكِ؟!
وامرأةٌ حرّةٌ ثوابتُها الأفق، ماذا لا تطالين؟ والمرأةُ حياةٌ في أمومتها، ماذا لا تلدين؟
وتكتفين بنقطةٍ واحدة؟ أينَها من تحليقٍ تكوّنتِه؟ النقطةُ صارت فكرًا وحلّتْ أدبًا… وحلّتْ سامقاتٍ في قامتكِ لا يفقهها إلاّ الملهمون!
حسبُكِ المرأةُ ملءٌ، لكِ المناعةُ بعدَ كلّ امتلاك. لكِ الفعلُ خلقٌ، يقفزُ فوق النهايات إلى زرقةِ اللامنتهى، أعلنيه لا بدمعٍ منهمر، بل بماء العماد على جرنِ الجمالِ الأبديّ! في جرأةِ الميثولوجيا تتربّعين بكلّ فيضٍ غير قابلٍ للتأويلات.
هكذا، امرأةٌ خلوٌّ من جسد، من حدود الزمان والمكان، إلى مطلق الأنثى تصدّتْ للعدم، يتجلّى شخصُكِ بدعةً من علُ ويهتفُ: ازددْ!
هناكَ على ضفافٍ إلهيّات، تلامس قدماكِ أديمًا من عقيق، فتجلو جنّاتٌ شعرتْ بسحُبٍ من ذاتٍ في انخطافٍ تسامياتٍ!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى