أدب وفن

“ليس إلا”الفرعون”انتظار” مجموعة قصائد للشاعر عصمت حسّان

ليس إلا

يتسلّى ذلك المصلوبُ في روحي
ويشدو :
ألفَ كلَّا

وأنا قلبي
كعنقودٍ تدلّى
تشربُ الخمرةُ
أقداحي
ويرنو أفعوانُ الشوقِ
في بابِ المُصَلى

يكتبُ الينبوعُ تاريخي
وتمحوني
الرياحُ الهائجاتُ الصفعِ
أغدو في حنايا
الحزنِ
أحلى

شَدَّني للعشق قلبي
ثم أرداني العناقُ المرُّ
حين الشعرُ
ولى

يتسلى
ليس يرويني
ولا صوتي شبيهُ الصوتِ
يرمي في مدار التيه أشلائي
وعن صبري تخلَّى

لم يكنْ مثلي
ولا خطوي يشقُّ الدربَ
كي يقتاتَ ظلّا

يتسلّـى
وأنا وحدي أبيعُ الماءَ للأنهارِ
وحدي
ليس إلاّ .


الفرعون

بلــدٌ يقتاتُ
الكـورونا
والحاكمُ رقصةُ دلعونا

والناسُ قطيعٌ
مشـلولٌ
لا يصرخ أبداً: باعونا

والفقرُ قرارٌ
مرسـومٌ
والعاقلُ أصبحَ مجنونـا

لا أحمد يرضى
بالتشبيحِ
حسينُ يواسي مارونا

والكلُّ تواطأ
بالتشليحِ
نظافَ الجيبةِ خلونا

بلدٌ مرصودٌ
للأوجاعِ
يكونُ لعتمٍ مرهونا

سلبونا الأرضَ
رغيفَ الخبزِ
أُكلنا نيئاً مصّونا

وخرجنا اليوم نريد العيشََ
وحين خرجنا
ضربونا

الماءُ هنا رهنُ التقطيرِ
النورُ يتيمٌ
جرّونا …

لنصيرَ قطيعاً بشرياً
في بيت الطاعةِ
مدفونا

قررنا نشعلُ
ثورتَنا
بالكذبِ الواهي حجرونا

كورونا تبكي جوعَ الناسِ
وتقسمُ ليستْ كورونا

زعماءُ الطائفِ كانوا
الداءَ
ببئرِ الخيبةِ حطّـونا

يا شعبي
الخوفُ شبيه الموتِ
وصمتُك فاقَ الطاعونا

اخرجْ من جحْركَ
هُدِّ السورَ
الظالمُ صار الفرعونا


انتظار

هل خضّبتْ كفّ المســـا حنّــاءُ
فاحتارَ ماذا يكتــــــبُ
الشعراءُ

وهل المـودةُ حجَّبتْ خصلاتِها
فتبرْعَمتْ زهراً وفاضَ
حياءُ

تلك التي في العشـبِ
روحٌ أثمرتْ
قلبا بصدري ، بالوداد يُضـاءُ

لا أقرأ الأزهارَ، ألثمُ نبضَهــا
ونذوبُ سراً
والحقولُ حـراءُ

من ألف عام تستفيضُ
أنوثةً
وأنا انتظارٌ حارقٌ وشــقاءُ

لا داء إلا واكتشفتُ علاجهُ
إلا المسافةُ
حرقةٌ ودواءُ

أيّ انتظارٍ غير حبّكِ قاتلٌ
أنتِ انتظارٌ
بلســمٌ وبراءُ

أدري بأنّ الحبَّ يجمعُ
بيننا
ويمزّقُ الحبَّ النقيَّ قضـاءُ

أنا شرفةُ التنهيد ، قيثارُ الأسى
شوقي وتكسيرُ الصخور
سـواءُ

لو أنّ هذا الغيمَ ليس مجرّحاً
ما كان يحيي الظامئاتِ
الماءُ

أنا كلما حوصرتُ
بستانٌ يدي
وفمي حقولٌ ، والفؤادُ فضاءُ

فتحصّني بالصمتِ، يسمعك
الشذى
وينيبُ عن هذا السكوت لقاءُ

وإنِ التقينا، فالمساءُ
وشاحُنا
والإثمُ نَوحُ سريرِنا البكّاءُ


الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى