أدب وفن

رسائل إلى أمي… الرسالة الثامنة: الحاضرة دائماً!

رسائل إلى أمي…
الرسالة الثامنة: الحاضرة دائماً!

الدكتورة رندلى جبور

أمي… اليوم تذكار الموتى. ولكننا حتماً لا نحتاج إلى يوم محدّد أو مناسبة لنتذكّرك.
أنت هنا في عقلنا الذي زرعتيه نضوجاً، وفي قلبنا الذي ملأتيه محبة.
أنت هنا في حنايا الذاكرة وفي كل تفصيل.
أنت هنا في فنجان القهوة الصباحي وفي دوام العمل وفي الاستراحة وفي هدوء المساء وفي أحلامنا الليلية.
أنت هنا حاضرة بابتسامتك المضيئة والتي نزيد عليها كل يوم ضوء شمعة ومسبحة صلاة.
أنت هنا حاضرة في نجاحاتنا، ومواسية في إخفاقاتنا وأحلامنا المكسورة.
أنت هنا في عطرك الذي يخترق حواسنا، وفي الحنان الذي يجتاحنا كلما فتحنا خزائنك.
أنت هنا يا أمي، ولا حاجة لنا لِيوم لنذكرك ونتذكّرك.
والنسيان الذي يمحو الكثير من دواخلنا، لن يجرؤ يوماً على الاقتراب منك.
فأنت تحضرين أكثر كل يوم، بقداسة فوّاحة. وأمثالك يا أمي لا نحسبهم على الاموات، لأنك حتماً بنت القيامة.
هذا رجاؤنا، أنك حيّة في السموات، تصلّين لنا، محاطة بالأبرار والصدّيقين، تراقبين يومياتنا وتتدخّلين حين نحتاج إليك، وقد لمسنا ذلك في أكثر من مفصل وتفصيل.
ما أروعك ترشديننا إلى الخيار الصحيح… ما أروعك تمنحينا القوة كلما طلبناها منك لننجز… ما أروعك تقفين بجانبنا كلما بات الوقوف مَهمّة صعبة.
أمي، أنت صرتِ الأبد وحبّنا لك كذلك.
وقد غلبتِ الموت بقوة حضورك وقداستك… فهنيئاً لك الملكوت، وهنيئاً لنا ملاكنا الذي هو أنتِ!

*إعلامية و روائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى