فلسطين أكبر منكم جميعاً
فلسطين
أكبر منكم جميعاً
بقلم المحامي عمر زين
اعتبرنا ان حوار القاهرة الذي تمّ في هذا الشهر بين الفصائل الفلسطينية قد وضع حداً للخلافات، وان الانتخابات ستكون الخطوة الاولى في طريق حلّها الى الابد. غير اننا نفاجأ بين اليوم والآخر وقبل حلول يوم الانتخاب بأن هناك من يختلق هذه الخلافات، ومن يتأخّر في القيام بواجباته الوطنية اللازمة لتَعْبر الانتخابات بأعلى درجات من الشفافية، ووفق ما تمّ التوصل اليه اخيراً، ويبدو لنا ان الشيطان يكمن دائماً اثناء البحث في التفاصيل، حيث تغيب المصلحة الوطنية لصالح المصالح الحزبية والشخصية، وكأن الارض المحتلة هي دولة انجزت سيادتها واستقلالها ولا عدو لها متربص بها وبالامة ومحتلاً لاراضيها ويعتدي على البشر والحجر ويوسّع مستوطناته بدون رقيب او حسيب.
نقول ألم يحن الوقت لندرك ونفهم ان فلسطين اكبر من الجميع، وخلاصها اهم من كل حساباتكم.
نكرر دائماً لا تضيعوا فرصة إلتفاف شعوب العالم حول قضيتنا المركزية فلسطين، وكان آخرها القرار الصادر عن الدائرة التمهيدية في المحكمة الجنائية الدولية الذي أكد أن فلسطين دولة طرف بنظام روما، وأكد ايضاً ان اختصاص المحكمة الاقليمي هو في حدود 1967، وحسمَ ان ما يرتكب في فلسطين من العدو الصهيوني هو سلوكٌ اجراميٌّ بكل المقاييس.
لقد آن الآوان ان تعملوا كحزمة واحدة ونعمل معكم بوجه كل المؤامرات والجرائم التي ترتكب بحق فلسطين، ليحترمنا ويحترمكم العالم اكثر، ولا يتخلى عن القضية بسبب الصورة التي نظهر وتظهرون بها امام العالم بأننا أشقّاء أعداء بل واشد عداوة من عدونا الطبيعي الكيان الصهيوني.
ولقد آن الآوان أيضاً ان تقدم الحالة الفلسطينية الى العالم كحركة تحرر وطني فكراً وتنظيماً، وعُدّةً وعديداً، والامة العربية كلها معكم لانجاز ذلك، وهذا لا بد ان يترافق بوضع برنامج لاعادة بناء علاقات الثقة بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني مع جماهيرها وكذلك مع القيادة الوطنية كي لا تبقى شعارات تطلق دون فعل، واكثر من ذلك ليتدارس الجميع كل الملفات لإعادة التأكيد والتظهير باعتبار دولة الاحتلال الصهيوني استعماراً استيطانياً يقوم على التمييز العنصري وانتهاك حقوق الانسان والشرعية الدولية، كما يقتضي منا جميعاً وضع الاجراءات التنفيذية الكفيلة للوصول الى ذلك.
وهذا لا بد عند انجازه وبالسرعة القصوى ان يمرّ عبر الاحزاب والقوى الشعبية العربية والاسلامية والدولية لتساعدنا وتتضامن معنا في القضية، لكن هذا الامر يتطلب منا جميعاً إعادة بناء العلاقات مع هؤلاء بشكل واضح ومبرمج بما يخدمها.
بذلك فلسطين ستنتصر وبإرادة
المخلصين في الامة
*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
بيروت في 28/2/2021