“حرب الخيارات” / قصة قصيرة
الإعلامية ميسم حاتم حمزة
“منذ الصغر وأنا أبحث عن الحب.. عن نصفي الآخر كما يقال، لذلك قررت أن ابني مملكتي على هذا الخيار ولكنني فشلت، لا أعرف إن كنت قد كسرت الحب أو الحب كسرني أو أن الخيار كان غبيا ولكن ما اعرفه جيدا انني فشلت ، فحاولت مرة اخرى عن طريق التقاليد فكان الخيار قاتلا ..”
بهذه الكلمات يختصر احمد حياته التي بدأت مع حبه الاول لسعاد والذي وعلى الرغم من الصعاب تم الارتباط بعقد الزواج المقدس تحت عنوان “وانتصر الحب”، ولكن وبسبب الاختلاف والمصاعب والخلافات الدائمة تلاشى الحب تدريجيا ووصل الى طريق مسدود فتم الانفصال ،،
احمد لم يرزق باطفال من زواجه الاول فقرر ان يبحث عن الزواج التقليدي وبمعنى أدق وطالما أن الحب كان فاشلا لما لا بتجربة زواج العادات والزواج العائلي المدبر.
فارتبط احمد بزوجته اسراء ، سبع سنوات من الزواج احمد كافح في هذه الحياة واصبح رجلا ذو اهمية كبرى في المجتمع، ورزق بطفلين هما كل حياته، ولكن ..
احمد في مكان واسراء في مكان اخر ولا يربط هذين الزوجين سوى ملاكين لا ذنب لهما سوى أنهما نتاج زواج فاشل.
حاول احمد كثيرا تقريب المسافات بينه وبين اسراء كي لا يفشل ولكن عبثا وكأن بعض القلوب انانية في الحب وطريق الحياة كان صعبا ومهما حاول وجد نفسه يدور في حلقة مفرغة، مهما حاول تقريب الخطوات يجدها بعيدة وبعيدة جدا..
لا أمل ..
بهذه الكلمة استوقفني احمد ليصف واقعه .. وعندما سألته ما البديل كانت كلماته مصحوبة بوجع نابع من القلب وإجابة مؤلمة
فقال،، عشت حياتي وأنا ابحث عن الحب ولكنني لم اجده حاولت ان اخلق له مكان في منزلي ولكن دون جدوى باختصار له فشلت وتعبت ،، اشتقت الى ذاتي الى قلبي الذي ينبض حبا الى الجنون الذي يسكنني ولا يعرف للواقع طريقا …
كلما تقربت منها ابتعدت، كلما حاورتها كبرت الفجوة بيننا، كلما أردت ان اشاركها احلامي وامنياتي صمتت وغابت وابتعدت عني وتركتني في مكاني فارغا من العطاء،، العطاء .. اصعب ما يمكن ان نواجهه في هذا العالم القاسي هو العطاء في مكان بارد لا نبض فيه
اردت ان اساله الكثير ولكن لم يترك لي مجالا للسؤال واضاف:
اظنك ستسألينني وما الحل
ساكمل حياتي التي رسمت لي لاجل من هم كنزي في هذه الحياة الى ان اطمئن بانهم قادرين على الاستمرار عندها سأبحث عن نصفي الآخر.
احمد ان اردت ان اقف عنده لا اعلم ان كان ضحية حب فاشل او مجتمع قاسي، ولكن ما اعرفه جيدا انه قد يكون ممن يستحقون فرصة اخرى ليبقوا على قيد الحب.. او على قيد الحياة.
ولا أعلم..
من الممكن ان يجد نصفه الاخر في مكان ما من هذا العالم لان الحياة دون حب وامل هي حياة فارغة لا قيمة لها